المقالات

نحن نسير إلى المنايا دون أن نشعر !!

1692 2021-07-23

 

محمد العيسى ||

 

إحساسنا بالغرور والمكابرة هو أمر قاتل،وتحدينا للاوبئة لم يجر علينا سوى المزيد من الموت ،ولنا أن نراجع التاريخ بعجالة لنرى الكم الهائل من الموت الذي حصل في العراق ،اثر تمردنا على الإجراءات والتحوطات الصحية ،خلال القرن قبل الماضي عندما حل مرض الطاعون ضيفا ثقيلا على العراقيين فحصد آلاف الأرواح ،دون أن يستشعروا الخطر القاتل الذي عاش بينهم وهم يرون الجثث والأموات تحرق كأنها أكوام نفايات.

العراقيون استعانوا آنذاك بأساليب بدائية لمواجهة الطاعون ،بل اعتمدالمسلمون منهم على الدعاء كوسيلة مثلى للتخلص من الوباء ،فلم يبق في بغداد على قيد الحياة إلا العدد القليل ،في الوقت الذي استعان اليهود بالعلم وباسباب الحماية الطبية فاستطاع اغلبهم أن ينجو من ذلك الوباء القاتل .

المشهد يتكرر اليوم ،فالعراقيون اقرب إلى الجهل والاهمال والغرور من اي وقت آخر ،فلاهم يلتزمون بإجراءات الصحة والسلامة كالتباعد الاجتماعي ،ولبس الكمامات ،وغسل اليدين والتعقيم ،ولاهم يتسابقون إلى المستشفيات والمراكز الصحية للتطعيم ضد فيروس كورونا ،ولالدى الدولة الإمكانيات اللازمة لاحتواء هذا الكم الهائل من المصابين .

اوروبا انتصرت على المرض وطوقته ،فهي تعود تدريجيا إلى وضعها الطبيعي ،لان فيها شعوبا متحضرة ،تدرك خطورة الموقف وتتعامل معه بأساليب صحيحة أما نحن فجهالنا يوسعون دائرة الجهل باحاديثهم وتنظيراتهم الطبية المقرفة ،فتارة ينكرون وجود الوباء وتارة ،يتهمون اللقاحات اتهامات شتى ماانزل بها العلم من سلطان

نحن نتقدم خطوات متسارعة إلى الموت وخاصة مع دخول السلالة الهندية (دلتا)إلى العراق ،وهذه السلالة اسرع انتشارا واشرس من سابقاتها وهي تصيب فئتي الشباب والأطفال بشكل مرعب .

سيحصل لنا ماحصل في الهند وسيكون العراق غير قادر  حتى على دفن موتاه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك