المقالات

الاسرة مرآة المجتمع

1366 2021-07-12

 

عهود الاسدي ||

 

بالنظر الى المرآة تكتشف  مواطن الجمال والقبح في الجسد المنعكس عليها لذلك يلجأ الجميع الى  مرآة  جميلة صافية لاخدش فيها  ، كذلك هي الاسرة نواة المجتمع ومرآته العاكسة التي تكشف  مزاياه او عيوبه وكلما كان الاهتمام ببناءها والعناية بافرادها كانت تحمل صورة واضحة وجميلة عن ذلك المجتمع ، بينما اذا كانت مهشمة  كانت صورة المجتمع ايضا  مهشمة ، لذلك  يجب ان يبدأ  الاصلاح من الزوجين في اختيار الاكفأ والاجدر لقيادة هذه الشركة الصغيرة ، ومن المؤسف القول ان ارتفاع حالات الطلاق والتشتت الاسري ماهو الا انعكاس لتمزق مجتمعي خطير ، تشوهت معانيه بحب الاموال والمناصب والانانية والانحلال الخلقي والتعصب القبلي والعنصري  والحزبي وما الى ذلك ، فلو  سلط الضوء على اسباب الطلاق لتعددت الى ما لا نهاية .. فمنها سوء الاختيار  وعدم الزواج من الشخص الكفوء المناسب ، وتسلط  اولياء الامور  بفرض  القرارات  الخاصة بالزوجين  والتدخل السلبي في كل تفاصيل حياتهما ، وهذا ما يقودنا الى سبب اهم وهو الزواجات المبكرة لشباب  قاصر  لم يدرك شيئا عن اهم المسؤليات في الحياة الزوجية  وهذا يقع على عاتق اولياء الامور الذين يتعجلون زواج الابناء قبل تهيئتهم لهذا المشروع الاسري العظيم فمن الضروري ان يخضع الشابان الى اختبارات نفسية وجسدية من الاباء للتأكد من مقدرتهما على تحمل المسؤولية وتحدي الصعوبات التي تعترضهما  ،  وكذلك سوء اختيار التوقيت لانعقاد الزواج  فمن الضروري دراسة الظروف البيئية والمادية والنفسية المحيطة بالاسرة قبل الاقدام على تشكيلها لتكون  على ارض ثابتة مناسبة لتكوينها ، ولصعوبة توفير تلك البيئة المناسبة نجد انتشار ظاهرة العزوف عنه عند الكثيرين فبين العزوف والطلاق تزداد التشوهات الاجتماعية بشكل خطير  وقد يصل الامر الى الانحراف الاخلاقي ، وهنا يأتي  دور اصحاب القرار وكبار القوم وعقلائهم والمثقفين منهم في السعي نحو ايجاد الحلول المناسبة لترميم التهشمات وتجميل ماتشوه  بتوفير البيئة الزوجية المناسبة ( ماديا ومعنويا ) ونشر الوعي الاسري السليم بعقد دورات تعليمية وتثقيفية واضافة قوانين حازمة ومعالجة للحد من حالات الطلاق التي اخذت بالتفاقم بشكل خطير ، وكذلك الحد من حالات العزوف عن الزواج بايجاد الظروف المناسبة لكلا الجنسين وزرع الاطمئنان والثقة العالية بالاقدام على مشروع الزواج المقدس وتوعيتهم باهميته لامتداد الجنس البشري واحتضانهم وبناء مجمعات سكنية مناسبة وعمل مشاريع انتاجية تهيء فرص العمل لهم لضمان الدخل الكافي لنفقات تلك الاسر  فمن اجل صناعة مجتمع صالح  يجب ان تنال الاسرة الاولوية في الاهتمام والعناية لينعكس اثر ذلك على المجتمع ككل .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك