المقالات

عابس الفاطمي _A..!

1359 2021-07-09

سعد الزبيدي *||

 

قد يبدو الاسم غريبا للكثير لكن شتان ما بين يسمع عنه ومن يعرفه لم ينل الاسم اعتباطا فعابس الذي نزع درعه يوم كربلاء ليواجه الموت بصدر عار وينال شرف الشهادة مع ابن بنت الرسول صلى الله عليه وآله .

من نتحدث عنه اليوم هو البطل بشار أبو مصطفى الذهيباوي الملقب الحاج (عابس الفاطمي)الذي قليت فيه القصائد لبطولاته وشجاعته التي قل نظيرها شاب في نهاية عقده الثالث كان حلاقا من الطراز الأول وكان الشباب يتحلقون من حوله ويزدحمون في محله  لابتسامته التي لا تفارق محياه ودماثة اخلاقه وروحه المرحة ولأنه كان كثيرا ما يتنازل عن أجره لمحدودي الدخل من زبائنه الشباب الذين يفدون إليه من كافة مناطق بغداد كان كملايين الشباب ممن يحلمون بوطن حر آمن سعيد وكان يواجه صعوبات الحياة بإصرار وطموح ويزرع الأمل فيمن حوله لأنه يؤمن أن لا يأس مع الحياة .

كان كملايين من الذين  لبوا فتوى المرجعية في الجهاد الكفائي فترك مهنته التي يمارسها والتي تدر عليه مايكفي ويزيد عن حاجته وشمر عن ساعديه وودع حياة الترف وارتدى بدلة عسكرية واشترى سلاحا وجهز نفسه لقتال الدواعش والتحق في صفوف الحشد الشعبي المقدس يبغي وجه الله ومرضاته وتحرير الارض ونظرا لبطولته وخبرته وبسالته تدرج في المناصب حتى أصبح قائدا يعرفه الكثير من أبناء الحشد المقدس اصيب بعبوة ناسفة ولكن اصر أن يعود لنفس المكان في اليوم الثاني ليعرف من يخطط ومن ينفذ في قاطع مسؤوليته ولكن كان العدو له بالمرصاد فكانت هناك عبوة أخرى أفقدته إحدى عينيه عندما زرته في بيته بعد الحادث وجدته اكثر سعادة بهذه الإصابة ولم تثنه تلك الإصابة عن مواصلة بطولاته حتى أصبح اسم الحاج عابس الفاطمي معروفا لجميع المناطق التي وطأتها قدماه وشهد بتعامله الانساني الكثير من أبناء المناطق المحررة والذين اصبحوا يتواصلون معه من المحافظات التي دنسها داعش المجرم .

كان أبو مصطفى عابسا آخر هاما عشقا بحب العراق وكانت جراحه اوسمة عز يفتخر بها .

كان يتقدم جنوده في كل منازلة ولم يخسر اي معركة خاضها حتى تكلم عن بطولاته الكثير وكان جنوده يحبونه ويحترمونه لأنه يتعامل مع الجميع بمنتهى الحب والانسانية .

اصيب الحاج عابس بفيروس كورونا ولكن يفضل الله ودعاء من يحبه تخطى هذا المرض واليوم يريد أن يثبت للجميع انه يستحق لقب عابس الفاطمي وها هو اليوم يعلن استعداده التبرع بالدم علما أن فصلية دمه نادرة _A وهو يريد بهذا وجه الله ويريد انقاذ من أصيب بهذا الوباء اللعين ويريد أن يبعث رسالة لمن شفي من هذا الوباء ويقول له :- زكاة جسدك وصحتك والنعمة التي انعمها الله عليك وشفاءك من المرض أن تقدم يد العون للمصابين وخاصة الكبار منهم واصحاب الأمراض المزمنة فالتبرع بالدم عنده واجب وطني وانساني وديني واخلاقي لا يقل في نظره تلبية فتوى المرجعية الشريفة فتبرعه بدمه ربما يتقذ انسانا ويعيد أملا ويزرع ابتسامة ويرسم فرحة على شفاه اليائسين .

من جاد بعينه وكان مستعدا لأن يجود بروحه للوطن لايبخل بدمه لأخوته لانقاذ حياتهم .

تقف الكلمات عاجزة عن ايفاء حق هذا البطل المغوار الذي كانت له صولات وجولات في سوح الوغى وسطر اروع الملاحم في التضحية والفداء وها هو يكمل ملحمته في التضحية والايثار وتقديم المساعدة لمن يمتلك نفس فصيلة دمه .

كم من عابس بينكم ضحى بأغلى ما يمكن من أجل الوطن المفدى أنا على يقين أن هناك عشرات الآف يشبهون الحاج عابس الفاطمي الذي مهما كتبنا لا نفيه ولو جزء يسير من حقه لسجاعته وتضحيته وكرمه.

تحية حب وتقدير واحترام للحاج عابس الفاطمي تمنياتنا له بالصحة الدائمة والسعادة والتوفيق والنجاح .

 

*كاتب ومحلل سياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك