المقالات

غوبلز و"الكذب المصفط"

1334 2021-07-06

 

حمزة مصطفى ||

 

برغم من فضائعها فقد  إختزل الناس الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945) بالفوهرر هتلر. ثم أختزلوا هتلر بغوبلز (وزير الدعاية) الذي إنتحر بعد يوم من إنتحار زعيمه. غوبلز نفسه جرى إختزاله بنظريته الدعائية الشهيرة "إكذب, إكذب حتى يصدقك الناس". بلاشك نجح غوبلز في توظيف الإشاعة لمايريد تحقيقه من أهداف. لكن توسع هتلر في أوربا وروسيا تحديدا أكثر من قدرة جيوشه على المقاومة أدى الى إندحاره وإنتحاره معا. لم تكن وسائل الدعاية والإعلام متاحة كثيرا على عهد غوبلز بالقياس الى عالم اليوم. فالصحف والإذاعات كانت محدودة التأثير, كما أن البث التلفزيوني لم يصبح بثا فضائيا حتى مطلع الستينات من القرن الماضي. حرب الخليج الثانية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على العراق 1991ومعها حلف من 30 دولة من أجل إخراجه من الكويت كانت أول حرب وصفت بأنها " حرب تلفزيونية". كانت قناة "السي أن أن" قد إنفردت بنقل مشاهد الصواريخ وهي تسقط  على بغداد.  

مع ذلك بقي غوبلز ونظريته مثار إهتمام حتى في عصرنا الفضائي الرقمي الحالي ومن مسمياته العالم الإفتراضي الذي يدار عبر الريموت كونتول أو غرف الدردشة أو وسائل التواصل. ولو أخذنا المحتوى الرئيس لنظرية غوبلز "الكذب" بهدف التأثير على الآخر  بتكرار "الكذبة" وطبقناها على مابات يجري اليوم عبر صيغة جديدة تحت مسمى "منقول" أو "كماوردني" فإننا حيال تطبيق لكن من نوع آخر لتلك النظرية. غوبلز كان هو صانع المحتوى وناشره بين الناس لكن  على طريقة مانسميه في أمثالنا "الكذب  المصفط". الذي يردنا الآن عبر صيغ مختلفة مثل "منقول" أو "كما وردني" هو حيلة ذكية لمن يريد خلط الأوراق أوالإساءة أو التسقيط.

المشكلة التي تواجهنا في العالم الإفتراضي اليوم لاينطبق عليها الركن الآخر من معادلة الكذب "المصفط" وهو الصدق "المخربط". فإذا فحصنا من يتولى القيام بدور الوسيط الناقل لمحتوى كاذب لكنه "مصفط" دون فحص كمية الصدق حتى لو كان مخربط لوجدناهم ليسوا من أولئك الذين كان يستهدفهم غوبلز, أي عامة الناس. المتأثرون بالدعاية الغوبلزية اليوم طبقا للمفهوم الدعائي للعصر الرقمي هم من مستويات سياسية أو تعليمية راقية. مسؤولون وقادة رأي وأحيانا أساتذة جامعة ينقلون عبر هواتفهم النقالة محتويات هزيلة, ساذجة, غبية تحت عنوان .. كماوردني .. أو منقول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك