المقالات

القصف الإمريكي للحشد..دلالة الزمان والمكان

1166 2021-07-02

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

لقد ذهب أكثر المحللين السياسيين ، والمتابعين للشأن السياسي العراقي ، وحتى بعض القيادات السياسية ، الى إن النجاح الكبير ، والإنضباطية العالية التي رافقت الإداء العسكري في أستعراض الحشد الشعبي  قد أغاضت واشنطن ، وهو اي الإستعراض ما عجل بهذه الضربة الإمريكية الغادرة على القطعات المتواجدة على الحدود ، وهذا جزء من القراءة التحليلية .

يتبقى هناك جزءٍ ثان ، وهو أن أستهداف الحشد في هذا الوقت تحديداً ، للإلتفاف على قرار الكونغرس الإمريكي القاضي بتفويض الرئيس الإمريكي بأرسال قطعات الجيش الإمريكي خارج حدود الولايات المتحدة ، للحفاظ على ( الإمن القومي )  ، الذي منح للرئيس جورج دبليو بوش ، أبان الإحتلال الإمريكي للعراق وبقى ساري المفعول حتى مجيء بايدن .

لذلك هي المرة الإولى التي يقول بها بيان الجيش الإمريكي ، أن القرار صدر عن جو بايدن الرئيس في سابقة تُعد الأولى . يَبدوا أن الغرض من الضربة هو جَر الحشد الى مواجهة عسكرية بين الطرفين ، من أجل أقناع المؤسسة العسكرية صاحبة قرار التفويض ، بأن الحشد يشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة ، وعلى أمنها القومي في الداخل ، مما يعطي الذريعة الى عدم أنسحاب الجيش الإمريكي من العراق تحت ضغط الكونغرس الأمريكي ،  وخصوصاً هناك أنسحاب محتمل للقوات الإمريكية من أفغانستان ، وقد بدأ فعلاً أنسحاب بعض القطعات من هناك  حسب الانباء الواردة من كابول .

فضلاً عما ذكرنا ، هناك أنحسار للتواجد الإمريكي في الشرق الإوسط على مستوى أثبات الوجود وخصوصاً بعد فشل الكيان الصهيوني بصد صواريخ المقاومة الفلسطينية ، الذي قوض الأدعاء الإمريكي بأمكانية القبة الحديدية التي تلاشت أمام ضربات المقاومة . يضاف الى ذلك ، أفشال المخطط الإمريكي في العراق من قبل الحشد الشعبي ، الذي قلب المخططات الإمريكية الرامية بتقطيع أوصال البلد ، ومن ثم الذهاب به الى تطبيع مذل كما جرى لبعض الدول التي طبعت علاقتها مع الصهاينة . كما إن منع الحشد الشعبي من عبور المجاميع الإرهابية الداعشية من سوريا بإتجاه العراق  أربك المخطط الإمريكي القاضي بخلق فوضى أمنية في الداخل العراقي  . جميع هذه التداعيات وغيرها ، أجبرت واشنطن على الإقدام على هذه الضربة الغادرة التي هي ليست الإولى ، ولا نعتقد بأنها ستكون الإخيرة ما لم يتم تفعيل القرار الخاص بطرد القوات الإجنبية . ذهاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى بروكسل في هذا الوقت الحساس ، للألتفاف على قرار البرلمان الذي مضى على اقراره اكثر من سنة ، وذلك بأستبدال قوات الإحتلال الإمريكي ، بقوات الناتو المتعدد الجنسيات ، كي يتم أذابة القرار العراقي بطرد القوات الإمريكية ، والمجي بقوات مقاتله بديلة بحجة التدريب والإستشارة .

بدا  الأنقسام السياسي واضحاً بين النخب ، عندما شجبت الإوساط السياسية الغارة الإمريكية ، ولم تعطها صفة العدوان . مما يدل دلالة واضحة أن المواقف الوطنية غير موحدة ، وأن هناك مصالح شخصية مع واشنطن من قبل بعض رؤساء الكتل الذين إستنكروا العملية من باب إسقاط الفرض فقط . لكن إغرب بيان وسط هذه الموجه من الإستنكارات ، كان بيان وزارة الخارجية العراقية التي عبرت عن ضعتها وضعفها بشكل واضح لا يرقى له الشك بالهوان .

في الوقت الذي كنا نتوقع إن يكون رد الخارجية العراقية على مستوى الحدث الكبير ، الذي أطاح بهيبة الدولة ، خرجت لنا ببيان هزيل خدش كبرياء جميع العراقيين بلا إستثناء ، عندما وصف البيان بأن الغارة عبارة عن تصفية حسابات ! وكأن القوات الماسكة للإرض لم تكن عراقية !

اليوم بات تفعيل القرار البرلماني القاضي بإخراج المحتل الإمريكي ضرورة ملحة ، لإعادة بناء الدولة العراقية التي إضعفها الإحتلال ، والتي لم تنتج لنا حكومة وطنية لهذا اليوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك