المقالات

طيري يا طيارة طيري  !!

1850 2021-06-08

 

🖋 قاسم سلمان العبودي ||

 

لم يبقى من العفة سوى أسمها ، ومن الأخلاق ألا رسمها لدى الكثير من الناس. ربما نجد بقايا العفه في ( شيلة ) جداتنا اللاتي كنّ يجلسن أمام التلفزيون بعبائاتهن الساتره للحياء .

 لربما نشم رائحة العفه في بقايا ثيابهن من عطر ( المسج ) الذي يتزينّ بهِ كفرض عبادي ، أو طقس من طقوس صلاتهن . جميل أن يكون الأنسان على قدر من العفه والحياء، وجميل أن يكون الأنسان ممارساً لأنسانيته كما أنزلها الله تعالى ، لكن أن نتجاوز على قواعد النشوء بحجة الأرتقاء فهذا القبح بعينه .

 بعد هذه المقدمة أريد العروج الى ما  حدث يوم السبت الماضي على حدائق أبو نؤاس في الكرادة وعلى شاطيء نهر دجلة . تجمهر عشرات الشباب والشابات في مهرجان أقل ما يقال عنه أنه أحياءاً ( للواط  ) تحت مسمى المثلية الجنسية التي أسس لها المحتل وروج لها بأدواته الناعمة من باب الديمقراطية والحرية الزائفه . كان مهرجان شبابي للطائرات الورقية الملونة والتي تحمل ألوان المثلية الجنسية التي يتبجح بها الغرب ، بأعتباره أول من أسس أساسها ، والذي يعتبروه باب من أبواب التطور والأرتقاء .

نحن نعي أدوات المحتل الناعمة ، لكن العتب كل العتب على عوائلنا التي أنزوت بعيداً  في ثنايا الحياة المتعبة ، وكأن أبنائهم  لايعنون لهم شيئا  ! العائلة المصدر الأول لتغدية المجتمع بالعفة والحياء يا أرباب الأسر ، و الذي يحاول المحتل الأمريكي طمسه بأريحية تامه وأمام أنظار العائلة التي خرج أبنائهم وبناتهم أمام أعينهم ، وهم الى الهاوية ذاهبون . تحول الملتقى  الى عناق وتقبيل فوضوي يخدش الحياء وبطريقة مقززة جداً  ،  وبحراسة مشددة من قبل القوات الأمنية التي أمنت المكان حفاظاً على الشباب والشابات من تعرضهم لمن  تبقى لديه ذره من ذرات تلك العفة المفقودة !

الى أين نحن ذاهبون ياحكومانا؟ ألا فيكم رجلاً رشيد ؟ إن لم تكونوا مسلمين ، عودوا الى دستوركم الذي خطته أيدكم وإنظروا دين دولتكم التي تحكمونها ما هو أسمه ؟ إليس الأسلام أسمه ؟ هل هناك نص يبيح لكم رعاية المجون والمثلية تحت مسمى الحرية والديمقراطية المعلبة ؟ أي ضعةٍ وهوان هذا الذي تديرون به أمور شعب قد مزقته الحروب وآفات الفقر والعوز وانتم تَسخرون القوات الأمنية في الحفاظ على حفلات الصخب الماجنة المنحرفة  في قلب بغداد ؟

لقد بح صوتنا ونحن ننادي بخروج المحتل الذي سخر جميع أدواته من أجل هدم الأسرة العراقية والذهاب بها بعيداً عن التوازن الأخلاقي الذي تربت عليه أجيال طويلة . بعد أن يأس المحتل الأمريكي من تفتيت عضد العراق بالعصابات الأرهابية الداعشية ، وتصدي أبناء الحشد الشعبي المبارك لكل محاولات واشنطن لتقطيع العراق  ، بدأ معوله الهدام بالنيل من البناء الأسري ، بعد تسقيطه المنظومة الدينية تحت شعار ( شلع قلع كلهم حرامية ) ، و تسقيط العمامة الدينية في نفوس  الجهلاء ، تلك العمامة التي حفظت الأسلام جيل بعد جيل .

اليوم الكل مطالب بالتصدي لهذه الظاهرة الخطرة التي بدأت تنتشر كا النار في الهشيم . على أرباب الأسر ، ومنظمات المجتمع المدني ، وأرباب المنابر الحسينية ، و جميع مكونات الشعب العراقي الوقوف بحزم أزاء هذه الظاهرة الخطرة  التي روج لها المحتل الأمريكي تحت عنوان الحرية والديمقراطية الزائفة . للأسف الشديد ، الطبقة السياسية وقواعدها الشعبية ، مشغولة بالتحضير لعرس الأنتخابات ، الذي تريد به  الأستحواذ على ما تبقى من أموال العراق ، وليس في وارد أهتمامها التصدي للمشروع الأمريكي الذي تعمل عليه سفارة الشر ليل نهار   لتمويع الشباب العراقي العاطل عن العمل ، والذي عُطل بدوافع معروفه بات القاصي والداني يعرفها .  الذي تبتغيه واشنطن هو أنتاج جيل معاق فكرياً ، جيل هش لا يفقه من الحياة سوى اللذة بالرذيلة . أقول على الجميع تحمل مسؤلياته الدينية والأخلاقية والأجتماعية في مواجهة هذا السلاح الناعم المراد منه الأنقلاب على القيم الأجتماعية التي خَرجت إجيال من المبدعين والعلماء والمثقفين والإحرار . هل هذه مظاهر الدولة الحديثة ، يامن وضعتم العراق بين الدولة واللادولة ؟

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك