المقالات

إصبع على الجرح..أقولها وفي القلب غصة وأسى ..

1800 2021-06-07

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

قيل إن رجلا جاء الى بئر ماء ليملي دلوه فوجد إعرابياً عند البئر ومعه بعير محمّل بحمل كبير فسأل الأعرابي عن محتواه فقال الأعرابي إنه كيس يحتوي على المؤونة من الرز وحاويات العدس وشيء من القمح أما الكيس المقابل فيحتوي على الترابً ليستقيم الوزن في الجهتين ويتوازن البعير في المشي فقال الرجلمتعجبا ولماذا لا تستغني عن كيس التراب وتنصف كيس المؤونة في الجهتين فتكون قد خففت الحمل على البعير !؟

 فقال الأعرابي : صدقت والله وبوركت ايها الحكيم ! وفعل ما أشار إليه ثم عاد يسأله: هل أنت شيخ قبيلة أم عالم من علماء الدين ؟ فقال الرجل لا هذا ولا ذاك بل رجل من عامة الناس وأّكد على عيالي من زراعة أرضي . أشرأبت عيون الإعرابي غضبا وتغيرت معالم وجهه وصرخ بوجهه . قبحك الله لا هذا ولا ذاك ثم تشير علي  وتنصحني وتعلمني .. ! ثم أعاد حمولة البعير كما كانت ترابا ومؤونة … !

حكاية اعجبتني كثيرا لإني ارى فيها مصداقا لما نعيشه اليوم في العراق حيث يتبع القوم الشخوص وكأنهم يعبدون الأصنام من دون أن تهمهم افكارهم واعمالهم وما قدموا او يقدموا لهم ! عقولنا تدلّنا على إن قلوب المسلمين لم تعشق الإمام علي عليه السلام إلا لإنهم وجدوا فيه مثال العقل والحكمة وميزان الحق والعدل فما قدسوه شخصا لكنهم أحبوه واتبّعوه حقا وحقيقة وعدلا وإيمان ونبراسا لنهج الرسول الأعظم (ص) . وفي زماننا هذا ما تبع الناس وأغلب عقلاء الأمة ولا ولهت قلوبهم الى سماحة المرجع الأعلى السيد السيتاني حبا بشخصه او اعجابا بقوله إنما وجدوا فيه العقل الحكيم الذي اطفأ نار الفتنة واشاع روح الوحدة وانقذ العراق بفتوى ونصح القوم حتى بح صوته .

 للأسف الشديد وما يزيد من مساحة القلق على مصير العراق دولة ومجتمع وحاضر ومستقبل إن أغلب الناس لا يهمهم الأفكار والأعمال والمنجز المقدم من الشخص المعني بقدر ما نجدهم مأسورين وراء الألقاب والأسماء وما يصفّق له العقل الجمعي بلا علم ولا دراية ولا حكمة ولا بصيرة .

 نعم فتقديس الأصنام البشرية والطاعة العمياء لرجال دين اوسياسة ولكل أفكارهم وأعمالهم وأقوالهم هو سرطان ينخر في جسد البلاد ومصير العباد وهو السبب الأول وألأكبر والأخطر الذي يؤدي الى ضياع الأمة وتخلفها وإنحطاطها. اقولها وعيني على وطني وما في القلب غصة وأسى ولات حين مناص ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك