المقالات

قوى الدولة واللادولة..كلمات يصنعها الاحتلال

1199 2021-06-07

 

حافظ آل بشارة ||

 

في هذا البلد المحتل تتلاعب منظومة الاحتلال الاعلامية والدعائية بالمفاهيم والمسميات ، وذلك من اجل تلميع وجوه عملاءها وشركاءها بالاكاذيب وتسويق المسميات وصناعة المصطلحات الاعلامية ، ضمن هذا السياق المكشوف يطلق اعلام الاحتلال على بعض القوى السياسية العراقية المقربة منه تسمية قوى الدولة مدحا لها ودعما لنهجها الانبطاحي ، وتشمل تلك القوى صنفين من التجمعات العشوائية والعائلية ، الصنف الاول قوى سياسية تابعة للاحتلال وهي ادواته لتنفيذ مخططاته في البلاد ، وهي ان فشلت او رفضت هذا الدور سوف تتفكك وتتلاشى وينتهي مبرر وجودها ، اما الصنف الثاني فهي القوى الشريكة للاحتلال وعلاقتها به علاقة تخادم اي انها تخدم الاحتلال مادام يلبي رغباتها فان لم يفعل هددته بتعكير الاجواء ، وهذه القوى لا تطلب من الاحتلال سوى اشباع هوسها المرضي بالمناصب والاموال ، فهي تريد السلطة والامتيازات لا غير ، ليس لديها ارتباط بوطن ولا شعب ولا مشروع ولا هدف ، السلطة والمال هما هدفها المقدس وان كانت عاصفة الخطابات التي تثيرها مليئة بالشعارات والادعاءات الكبيرة ، هذان النموذجان (ادوات الاحتلال)و (شركاء الاحتلال) هما اللذان يسميهما اعلام الاحتلال بقوى الدولة !! والمقصود بالدولة هذا الكيان المزيف الذي يدعي الاحتلال بناءه ، ومن البديهيات ان الاحتلال لا يحتل الدول لكي يبنيها ويطورها بل يحتلها لكي يسرق ثرواتها ويهدم كيانها ويحول اهلها الى عبيد ، ويطبق نظرية فرق تسد الخالدة ، فتكون الوحدة الوطنية هي المستهدف الاول ، ويحرص على تقوية الفساد وحمايته ، وبعث الطائفية والكراهية ، انها دولة مقلوبة تكرس التبعية وتنشر الانحلال والالحاد والمخدرات وتصادر الهوية ، وتحارب قيم الامة ومثلها المقدسة وتسلخ الانسان من تأريخه ودينه ، وتريد ربط العراق بمنظومة التطبيع الصهيونية وتسميها الحضن العربي ، تفعل كل ذلك بمباركة الادوات والشركاء الذين تسميهم (قوى الدولة) وهم يرددون كالببغاوات الكلمات نفسها في كل مكان .

اما (قوى اللادولة) فهي التسمية التي يطلقها الاحتلال على قوى المقاومة والتحرير ، كنوع من الهجاء المشرف (اذا اتتك مذمتي من ناقص ...) طليعة الأمة التي ترفض وجود الاحتلال وتسعى لاخراجه ، وتقاوم مشاريعه المشبوهة ، وهي التي انبثقت من اوساط الشعب المعذب ومنها تشكل الحشد الشعبي وفصائل المقاومة ، وهي القوى التي دحرت داعش وافشلت الفتنة الطائفية ، وترفض تقسيم البلد ، وترفض بقاء القوات الامريكية فيه ، وترفض التطبيع مع الصهيونية ، وتسعى الى تحرير بلدها ، لكنها تشارك في العملية السياسية لتقوي وسائل عملها ولانقاذ ما يمكن انقاذه ، ولتخفيف وطأة الظلم والفساد على الشعب والسعي لبلورة مشروع وطني ، ولديها رؤية لاعادة بناء الدولة ومكافحة الفساد وانهاء المحاصصة واستثمار الانتخابات العادلة لتمكين ابناء البلد الاكفاء والنزهاء من الوصول الى مواقع السلطة.

اذن فالاحتلال يصنع المصطلحات ويوزعها على من يشاء لتكون مدحا لادواته وشركاءه وذما لاعداءه ، ومن يردد التسمية نفسها فهو من احد الفريقين اما اداة واما شريك ، هؤلاء يملكون كل شيء الا شرف الانتماء ، هذه هي حكاية قوى الدولة واللادولة ، لا اكثر من ذلك ولا اقل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك