المقالات

التنمر على المحاضرين..!


 

محمد كاظم خضير ||

 

ما بين عشية وضحاها أصبح المحاضر مادة دسمة لكل صناع النكتة في مواقع التواصل الاجتماعي ، بل قد تصدر قائمة النكت والسخرية في فترة وجيزة، فمن كان يتابع منكم وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة «قروبات الواتساب» خلال الأشهر القليلة الماضية سيلاحظ ذلك الكم الهائل من المقاطع الطريفة والنكات الساخرة التي تدور جلها حول المحاضرين وتتناول طبيعة حياتهم خلال الإجازة بشيء من السخرية والاستهزاء.

وعندما ننظر إلى هذا الهجوم التنكيتي - إن صح التعبير - على فئة المحاضرين فإننا قد لا نجد له أي مبرر سوى العمل على تحطيم هذه القدوة والحط من قدر المعلم، فمعلوم أن النكتة السلبية أو الطرفة الساخرة تعمل وبشكل تدريجي على تحطيم الكاريزما المحاضر الخاصة بالشخص موضع التنكيت، وهذا هو ما يهدف إليه أولئك الذين يمارسون التنكيت على المحاضرين .

 وبطبيعة الحال فالنكتة تعد أُسلوبا من أساليب الدعاية السلبية لما لها من أثر كبير في الرأي العام، فقط يحدث أحيانا أن يكون لبعض النكات تأثير في الرأي العام أكبر وأعمق من تأثير المقالات الصحفية والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية، وقد تعمل النكتة على تعزيز مبدأ القلوبة والتنميط، وذلك عن طريق تقديم المعلم كإنسان كسول وغير مهتم، لا يبحث إلا عن الإجازات والترفيه ليمارس الخمول والاسترخاء، ومع تكرار هذه الصورة النمطية السلبية عبر النكتة يصبح الأمر مرتبطا في أذهان الرأي العام بهذه الصفات السلبية التي تستبطنها تلك الصورة، ومتى ما تم تثبيت هذه الصور السلبية عن المحاضر فإن تحطيمه كقدوة وكمرب للأجيال القادمة سيصبح أسهل وأقل كلفة، وهو الهدف النهائي الذي يسعى إليه صانعو هذه النكات، سواء علموا ذلك أم لم يعلموا!

وحينها سيأنف الطلاب من اتخاذ معلميهم كقدوة أو كمثل أعلى لهم، وسيذهبون للبحث عن قدوات أخرى، سواء كان ذلك داخل محيطهم الاجتماعي أو في المجتمعات الأخرى، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ عمق الأثر لهذه النكات وفداحة النتيجة على أبنائنا الطلاب وعلى الأجيال التعليمية القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك