المقالات

متى ننسى أسعار النفط؟!

1524 2021-05-24

 

حمزة مصطفى ||

 

أعلنت وزارة الزراعة إننا إكتفينا ذاتيا من إنتاج الحنطة لهذا العام (2021). هذا خبر, بلا أدنى شك, مفرح. أما الشعير فلدينا منه كمية فائضة للتصدير. خبر آخر مفرح.   لكن يبقى السؤال هل تمكننا من تأمين أمننا الغذائي الذي هو أحد أركان الأمن القومي لأي بلد؟ أي "أحكي لي" بالمخزون الذي في السايلوات كم يكفي؟ شهور أم سنوات؟  هل وضعنا  الخطط الكاملة خمسية أم عشرية بحيث لاتكون عملية الإكتفاء من هذا المحصول أو ذاك "فرة عروس" ومن بعدها  نفتح أبواب الإستيراد وكأنك يابو زيد ماغزيت؟

للإجابة عن هذه الأسئلة هناك معطيات لابد من التعامل معها. لعل أهم  مانيبغي أخذه  بعين الإعتبار هي معادلة النفط والماء. نحن في العراق نملك النفط وبكميات وفيرة. المخزون النفطي في باطن الأرض كما يقول الأخوة النفطيون يكاد يكون هو الأكبر في العالم ربما بعد السعودية ونتفوق في ذلك على إيران.  لا أعرف مدى صحة هذا الرأي لكنه كان متداولا على مدى عقود من الزمن أيام كان النفط نفط ولم يتذبذب موقعا وأسعارا. كما إننا نملك الغاز غير المستخرج بعد. يبدو إنه مضموم لـ "ساعة السودة" مع أمنياتي أن لايكون مثل "سالفة أبو خنجر".  

في مقابل النفط وبدائله فإننا لانملك الماء. لدينا نهران كبيران "زامطنا" فيهما عشرات بل ربما مئات القرون حتى أطلق علينا الجغرافيون تسمية "بلاد  النهرين" أو مابين النهرين أو وادي الرافدين ناهيك عن أرض  السواد. هذا كان أيام الماء الذي يسيح من الأرض قبل سد "اليسو" وطلايب اليسو. كما يسيح  من السماء قبل أن تحل مواسم الجفاف ولم تعد الغيمة الطارئة التي تمر في سمائنا أوائل الخريف تفئ علينا بأي خراج بقي هارون الرشيد أيام ليالي بغداد الألفية "يزامط" به هو  الآخر من أن هذا الخارج عائد الينا. لاخوية. الخراج أصبح لدول الجوار حيث الحدود والحواجز وجوازات السفر.

الخلاصة إننا إذا إقتربنا من تأمين قوتنا الزراعي وهذا جيد, فالى متى نبقى مشغولين بأسعار  النفط المتذبذبة صعودا ونزولا؟ أعيننا لاتزال على نشرة أوبك. الأسوأء أن مفاتيح حنفية الماء لم تعد بيدنا. هذا مايجب أن نضع له الخطط. النفط لم  يعد صالحا للمقايضة.. قطرة بقطرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك