المقالات

 ممر الاستقرار الأقليمي من بغداد

1751 2021-05-14

 

واثق الجابري ||

 

يبدو أن الحديث صار أكثر واقعية بلسان، العراق جسر للحلول الأقليمية، وحيثما ينتهي العراقي تنتهي المنطقة الأقليمية.. تذكيرا بالأحداث التي عصفت بالمنطقة خلال السنوات الماضية، وأهمها توغل الإرهاب، والتلويح بالحروب الطائفية والتقسيم، وحتما لا يتوقف بلا حدود في حدود العراق، الذي أدرك مبكراً تلك الأخطار ونبه عليها، فيما لم تتفاعل دول وأعتقدت أنها بعيدة عن شرار محرقة الحروب.

فرضت معطيات الأرض على العراق، أن يلعب دوراً إقليمياً بإيصال رسائل من خلال التجربة وليس التنظير، بأن الحروب لا تخدم أحد، وأن العدو لا يقف مع أحد على أخر أو لمصلحة أحد، وبما أن العدو مشترك تكررت الدعوات للحوارات المباشرة، وتجاوز المناوشات الإعلامية، ونزاعات المنطقة التي إستنزفتها، وخسرت دولها سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وثقافيا، ولابد للعقل والحكمة عن بحث المخرجات، كون الأهداف والأضرار واحدة.

سعت بغداد للعب دور أقليمي ودولي، بما تملكه من مؤهلات إستراتيجية، وأن تجعل القرارات تنطلق من داخل الدول لا من خارجها، وأن يكون الخارج بخدمة الداخل، وحاولت أكثر من مرة تبني مبادرات للسلام لتخفيف عوامل التوتر، وضربت مثلاً بإنتصارها على العنف، وأن موقفها لا ينحصر بالداخل العراقي، بل كان تهديد الإرهاب للسلم الدولي والعلاقات بين الدول، وبذلك إمتلكت الريادة والتجربة والمواقف البطولية، التي على العالم أن يفكر بها ملياً، فلولا تلك التضحيات، لوصلت الرايات المنحرفة الى أبعد أقطاب المعمورة، فحاولت تبني سياسة الإنفتاح، والتوازن في العلاقات الدبلوماسية، لخدمة مصالح شعبه، وما يرتبط بالمصالح الأقليمية والدولية المشتركة.

لعبت الدبلوماسية العراقية دوراً مهما لتنسيق الشراكة مع دول الجوار، وكسرت الرهانات التي تريد للعراق التمحور في الخلافات الأقليمية، وحددت حاجة المنطقة للشراكات السياسية والإقتصادية والتنموية، وتبادل المعلومات الأمنية لما أمتلكه من بنك معلومات، تحدد تحركات المجاميع الإرهابية في بقاع العالم.. ومن هذا المنطلق كان للعراق دور، في تفكيك عقد الخلاف الإيراني السعودي، وتحديد منطلق السلام والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة..

للعراق تبادل تجاري يقارب 20 مليار مع ايران، وبمبالغ تقارب ذلك مع السعودية وتركيا، وتطمح هذه الدول للإستثمار فيه، وهو يحتاج الإعمار وترصين العلاقات السياسية والإقتصادية والأمنية، وما لذلك من أثر في مجمل علاقات المنطقة.

التقارب السعودي الإيراني بات واضحاً، والحديث تحت الطاولة أصبح فوقها، وما يأمله العراق بأن يكون الوسيط فقد نجح في ذلك، وأقتنعت الدول الإقليمية بضرورة هذا التقارب، وأن مصالحها تربطها أكثر من نقاط خلافها، وطي صفحات إستنزفت المنطقة بحروب، ما جنت الشعوب منها سوى مزيد من الخسائر، ومن الطبيعي سينعكس فعل العراق الدبلوماسي، على إستقرار سياسي ونمو إقتصادي، وحركة سياحية وتجارية ستشهدها المنطقة.

كل المخاوف سوف تتبدد وتعود العلاقات الى سابق عهدها، وستدرك الدول أن مصلحتها بتلك الدبلوماسية المرنة، وليكن الدرس واضحاً، أن العراق لم تمزقه الإرادة الخارجية نتيجة تكاتف شعبه في محنة الإرهاب، وشعورهم بالخطر عليهم بكل طوائفهم..

كذلك المنظومة الإقليمية، وبفعل التكنلوجيا والحاجات المشتركة، جعلت من المنطقة أشبه بدولة تعاني من مشكلات لابد من نقاشها محليا، وبذلك نجح العراق، وستنجح هذه الدول في حال جديتها، ويبدو أنها لم تعد تخفي حاجتها للحوار المباشر، بل منها من طلب التعجيل وحل كل الملفات الخلافية، ويكون بذلك العراق جسر للحلول والإستقرار الأقليمية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك