المقالات

العالم الأعور يتجاهل مجددا انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني

1535 2021-05-11

 

عباس سرحان ||

 

شرع الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين بشن حملة جوية  عنيفة على قطاع غزة مستخدما سلاح الجو، بعد ان توعد رئيس وزراء الكيان نتنياهو باستخدام القوة المفرطة في ضرب اهداف فلسطينية في غزة من المرجح انها مدنية حيث ارتقى وجرح العشرات من الشهداء المدنيين مع بدء هذه الحملة.

وجاء هذا التصعيد العسكري على خلفية قيام قوات الامن الاسرائيلية باستهداف المصلين الفلسطينيين في حرم المسجد الاقصى واقتحامه وتدمير بعض عائداته الى جانب تدنيسه بإطلاق النار في داخله، الامر الذي استفز الفلسطينيين فسارعو لحمايته.

وتعتبر الاجراءات الامنية الاسرائيلية هذه انتهاكا صارخا للقوانين والاعراف الدولية التي تقرّ وتحمي حرية التعبّد وتمنع التعرض لها والتعدي عليها.

كما تعد هذه الاجراءات انتهاكا لاتفاقيات ثنائية مبرمة مع المملكة الاردنية، تضع  المسجد الاقصى والشواهد الدينية الاسلامية الاخرى في فلسطين تحت الوصاية الاردنية، وتمنع الكيان من التدخل في ادارتها او الاستيلاء على مفاتيحها.

اللافت في هذا التصعيد الخطير هو حجم الانتهاك الفضيع لحقوق الانسان الذي مارسته اسرائيل ضد الفلسطينيين وسط صمت عربي ودولي واسلامي فاضح.

 فبينما يواجه السكان المدنيون الفلسطينيون المحاصرون الصواريخ الاسرائيلية في هذا الشهر الفضيل بصدور عارية يسود الصمت المهين الحكومات العربية التي تفاعل بعضها مع التطبيع مع الكيان أكثر من  التفاعل والتعاطف مع الدماء الفلسطينية.

 فلم تتحرك الجامعة العربية ولا المؤتمر الاسلامي بشكل عاجل لبيان موقف عربي واسلامي مساند للفلسطينيين كما لم تتحرك الامم المتحدة وامريكا واوروبا لابداء موقف قوي يحمي الفلسطينيين من ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة ضد غزة.

ولو كان ما يجري في فلسطين يحدث في بلد عربي آخر كالعراق مثلا لانهالت علينا بيانات الادانة والاستنكار والتهديد والوعيد المستعجلة  من الامم المتحدة والدول الاوروبية والجامعة العربية بدعوى حماية حقوق الانسان.

وقد شاهد العراقيون والعالم عن كثب كيف استحوذت جينين بلاسخارت على القرار العراقي وحجّمت القوات الامنية العراقية ومنعتها من التصدي لمثيري الشغب والتخريب في البلاد بعد أن تدخلت في كل صغيرة وكبيرة، مستغلة موقعها الاداري كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق"يونامي".

في المحصلة النهائية هذه المواقف غير المبالية من قبل الدول العربية والمؤسسات الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تعد ضوء أخضر للكيان لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

لكن هذه المواقف المتخاذلة تزيد من حق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها وشعبها والمقدسات الاسلامية وعدم انتظار الدعم الا من الجهات التي ترتبط بمحور المقاومة والتي باتت واضحة .

فقد افرزت الاحداث خندقين احدهما متخاذل مهادن ومتزلزل، والاخر قوي يمتلك القرار والارادة والمباديء ليذود عن فلسطين ويعتبرها قضيته المركزية.

 وهذا انجاز كبير اذا ما نظرنا اليه على أنه تجاوز لحالة الضبابية التي شابت المواقف من القضية الفلسطينية دائما وتسببت بضياعها سنوات طويلة لانها اعتمدت على اطراف منافقة تدعي نصرة فلسطين في العلن وتتآمر على الفلسطينيين  تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك