المقالات

العالم الأعور يتجاهل مجددا انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني

1578 2021-05-11

 

عباس سرحان ||

 

شرع الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين بشن حملة جوية  عنيفة على قطاع غزة مستخدما سلاح الجو، بعد ان توعد رئيس وزراء الكيان نتنياهو باستخدام القوة المفرطة في ضرب اهداف فلسطينية في غزة من المرجح انها مدنية حيث ارتقى وجرح العشرات من الشهداء المدنيين مع بدء هذه الحملة.

وجاء هذا التصعيد العسكري على خلفية قيام قوات الامن الاسرائيلية باستهداف المصلين الفلسطينيين في حرم المسجد الاقصى واقتحامه وتدمير بعض عائداته الى جانب تدنيسه بإطلاق النار في داخله، الامر الذي استفز الفلسطينيين فسارعو لحمايته.

وتعتبر الاجراءات الامنية الاسرائيلية هذه انتهاكا صارخا للقوانين والاعراف الدولية التي تقرّ وتحمي حرية التعبّد وتمنع التعرض لها والتعدي عليها.

كما تعد هذه الاجراءات انتهاكا لاتفاقيات ثنائية مبرمة مع المملكة الاردنية، تضع  المسجد الاقصى والشواهد الدينية الاسلامية الاخرى في فلسطين تحت الوصاية الاردنية، وتمنع الكيان من التدخل في ادارتها او الاستيلاء على مفاتيحها.

اللافت في هذا التصعيد الخطير هو حجم الانتهاك الفضيع لحقوق الانسان الذي مارسته اسرائيل ضد الفلسطينيين وسط صمت عربي ودولي واسلامي فاضح.

 فبينما يواجه السكان المدنيون الفلسطينيون المحاصرون الصواريخ الاسرائيلية في هذا الشهر الفضيل بصدور عارية يسود الصمت المهين الحكومات العربية التي تفاعل بعضها مع التطبيع مع الكيان أكثر من  التفاعل والتعاطف مع الدماء الفلسطينية.

 فلم تتحرك الجامعة العربية ولا المؤتمر الاسلامي بشكل عاجل لبيان موقف عربي واسلامي مساند للفلسطينيين كما لم تتحرك الامم المتحدة وامريكا واوروبا لابداء موقف قوي يحمي الفلسطينيين من ردة الفعل الاسرائيلية العنيفة ضد غزة.

ولو كان ما يجري في فلسطين يحدث في بلد عربي آخر كالعراق مثلا لانهالت علينا بيانات الادانة والاستنكار والتهديد والوعيد المستعجلة  من الامم المتحدة والدول الاوروبية والجامعة العربية بدعوى حماية حقوق الانسان.

وقد شاهد العراقيون والعالم عن كثب كيف استحوذت جينين بلاسخارت على القرار العراقي وحجّمت القوات الامنية العراقية ومنعتها من التصدي لمثيري الشغب والتخريب في البلاد بعد أن تدخلت في كل صغيرة وكبيرة، مستغلة موقعها الاداري كرئيس لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق"يونامي".

في المحصلة النهائية هذه المواقف غير المبالية من قبل الدول العربية والمؤسسات الدولية والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي تعد ضوء أخضر للكيان لارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين.

لكن هذه المواقف المتخاذلة تزيد من حق المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن نفسها وشعبها والمقدسات الاسلامية وعدم انتظار الدعم الا من الجهات التي ترتبط بمحور المقاومة والتي باتت واضحة .

فقد افرزت الاحداث خندقين احدهما متخاذل مهادن ومتزلزل، والاخر قوي يمتلك القرار والارادة والمباديء ليذود عن فلسطين ويعتبرها قضيته المركزية.

 وهذا انجاز كبير اذا ما نظرنا اليه على أنه تجاوز لحالة الضبابية التي شابت المواقف من القضية الفلسطينية دائما وتسببت بضياعها سنوات طويلة لانها اعتمدت على اطراف منافقة تدعي نصرة فلسطين في العلن وتتآمر على الفلسطينيين  تحت الطاولة وفي الغرف المغلقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك