المقالات

للقدس بوصلة...ام بوصلتين؟ !

1530 2021-05-06

 

🖋  قاسم سلمان العبودي

 

الكل يعلم أن الدين الأسلامي ، مر بمنعطفات كبيره جداً بعد السقيفة التي شكلت أقبح منعطف تأريخي في الحاضرة الأسلامية الاولى . تأريخ حفل بالمؤامرت التي أضعفته وأفرغته من محتواه المحمدي الأصيل  . لذلك حاول البعض أنتاج دين أسلامي علماني ،  والآخر أنتج دين أسلامي فارغ المحتوى ، سوى الأسم فقط .

من تخلف عن العهر التأريخي لتلك السقيفه المره سمي على مر التأريخ ( الشيعة ) . فكان الشيعة الأقلية المسلمة التي رفضت أن تبايع التأريخ على أن تستبدل حكام النبوة ، بالحكام الظلمة الذين زوروا الدين ظلماً وعدوانا . لذا عاش الشيعة المسلمون ، وعلى مر التأريخ حياة الأقصاء والتهميش ، حتى ذهب بعظهم الى تكفير تلك الثلة المؤمنة بقضايا الأمة الأسلامية . فكانت أحدى وأهم قضايا الأمة المعاصرة هي قضية فلسطين ، وقدسها المغتصب.

أنشغال المسلمين ببناء أمجاد زائفة ، لاسيما العرب منهم ، أذهب القدس التي خصها الله تعالى في محكم كتابه العزيز ، بأشاره واضحة لا لبس فيها . لكن حكام الجور الذين ذهبوا بحيائهم ، أذهبو القدس الى زوايا النسيان ، وتركو شعب فلسطين يواجه الصهيونية الغاصبة بصدور عارية ، ألا من الأيمان بعدالة قضيتهم .

لذلك عندما أطلق الأمام الخميني أعلى الله مقامه ندائه الكبير بجعل الجمعة الأخيرة ، يوماً عالمياً للقدس ، أنما لربط تلك المدينة المقدسة بقضايا الأمة المغيبة ، ومحاولة أزاحة ركام النسيان لذلك الشعب المغتصب حقه . هناك خطأ كبير لدى حكام الجور من الأعراب المتأسلمين ، بأعتبارهم هم قيمومة الدين الأسلامي ، وأن قضايا الأسلام تخصهم دون غيرهم ، وهذا فيه خطأ كبير قد أوقع شعوب العالم العربي في دوامة فقدان البصيرة ، التي ضيعت قضية فلسطين .

أطلاق الأمام الخميني ، الجمعة الأخيرة يوماً للقدس أعادة قضيتين رئيسيتين للوجدان الأسلامي ، والذي بدأ يفقد الأمل بعودة تلك المدينة المقدسة الى حاضرها الأسلامي .

القضية الأولى ، أنه صحح مفهوم التكفير  للمسلمين الشيعة من قبل المدارس التكفيرية التي أنشئها حكام الجور ، بتبني قضية القدس ، وأزاحة مفردة التكفير عنهم ، بأعتبارهم الحركة المحورية لكتاب الله المجيد ، الذي أشارة لقدسية تلك المدينة المغتصبة من قبل الصهاينة ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ، أن يطالب كافر بتحرير مدينة لا تمت الى واقعه المذهبي بأية صلة . بمعنى عدم الأنطلاق من موضوع طائفي ، والجميع يعلم أن أغلبية سكان فلسطين من المسلمين السنة ، الذين حاولت السلطات على مر التأريخ ، أبعادهم عن أخوتهم المسلمين الشيعة ، تحت أس التكفير ، وألصاق التهم .

الأمر الآخر ، تمثل واضحاً ، بعودة مظلومية هذه البقعة المقدسة الى عالم الأمكان الوجداني ، بعد أن طواها النسيان ، وبعد أن سلم بعض الأعراب مفاتيح تلك المدينة على طبق التطبيع المخزي والمذل ، وتحفيز الشخصية المسلمة العابرة للجغرافية ، بالتحضير لعودة الأرض المغتصبة من خلال الأحداث الكبرى القادمة في المنطقة .

أذن ربط القدس بشهر رمضان ، الشهر الذي تتوحد فيه العبادة بين جميع المسلمين بكل مذاهبهم ، وبيوم الجمعة الذي يتفق فيه المسلمون بأجمعهم على أنه قاسم مشترك لمفهوم الأسلام ، هو ربط ذكي جداً ، وتوفيق ألهي محكم ، وخصوصاً أنه قد صدر من رجل دين شيعي أسلامي متقد البصيرة عابراً للمذهبية والقومية .

فضلاً عما ذكرنا ، فأن يوم القدس أعاد تلك المدينة الى ضمائر الأحرار حول العالم ، بفضح الأدعاء الصهيوني ، بيهودية البقعة المباركة  ، التي أغتصبت أمام أنظار الحكام العرب وهوانهم المخزي ، الذي أذهب حيائهم أمام شعوبهم المستضعفة .

ما تحقق للقدس اليوم ، هو الأمل القائم بعودة تلك الأرض لأهلها المستضعفين ، الأمل الذي يعمل عليه  محور المقاومة ، وقد أعطى دماء زاكيات من أجل عودة المقدسات الأسلامية الى حاضرتها المغيبة . سلام على من جعل للقدس يوماً تتباهى به أمام العالم ، وسلام على من بذل ، وسيبذل الدماء من أجل تحرير القدس وشعبها من نير العصابات الصهيونية الكافرة ، والخزي والعار سيلاحق المطبعين من أبناء السقيفة التي أذهبت ببصيرة المسلمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك