المقالات

القانون قبل الوطن..!


 

سامي جواد كاظم ||

 

هذه المقارنة التي يذهب ضحيتها الكثير ان لم يذهب ضحية القومية وكلاهما لا شيء امام القانون حسب المصطلح العصري واما الحكم الشرعي حسب الدين الاسلامي والقانون او الحكم الشرعي هو الذي ينظم حياة المجتمع .

فلو مجموعة بشرية استوطنت قطعة ارض معينة فان اول ما يقومون به التماسك في ما بينهم ووضع قانون ينظم علاقتهم مع بعضهم مع وضع العقوبات لمن يخالف القانون وعندما تسير امورهم بشكل جيد تصبح الارض وطنا تتوطن في قلوبهم ويدافعون عنها لانهم مجتمع متماسك وحي .

وهنا ياتي دور الدوائر الصهيونية والامريكية في نسف التماسك الاجتماعي ونخر القانون الذي ينظم حياة المجتمع وتحاول التغلغل في المنظومة التشريعة لافسادها الا منظومة التشريع في المرجعية الخاصة بالشيعة فما كان منها الا ان تؤسس لمراجع يشتتون الراي ويفرقون الناس ويشككون بالاحكام الشرعية ، فاما صاحب الايمان الضعيف فانه تنطلي عليه هذه الاحكام وادواتها من وطن وقومية وهو لا يضمن حقوقه بسبب ضعف القانون ، واما صاحب الايمان القوي فانه يدافع اولا عن عقيدته وعندما تتجمع السواعد للدفاع عن العقيدة والمقدسات فانها بشكل تلقائي تدافع عن الارض الذي يجمعهم للحفاظ على عقيدتهم وليس على الارض دون العقيدة .

لان التشريع الاسلامي تشريع رصين يؤسس لدولة متماسكة قانونا وارضا وشعبا فانه المستهدف من استحداث ايديولوجيات للنيل منه وجعل الحضارة الميدانية وليس الفكرية هي المعيار على الحضارة الفكرية عندما يكون المتسلط على بلد الحضارة ممن هو ليس بمؤهل لذلك او منصّبْ من دوائر صهيونية ضمن سلسلة النيل من الدين الاسلامي ودائما افضل اداة بيد الصهيونية لتحقيق هدفهم هو العميل من نفس ابناء البلدة والجلدة .

فمن السهولة ارتداء العمامة ومن السهولة ارتقاء المنبر ومن السهولة الحديث باسم الاسلام ومن السهولة تكوين وسائل اعلام ولكل الطوائف الاسلامية وليس لطائفة دون غيرها وعندما يتحدثون عن طائفتهم يزداد التشتت فيكون الوطن محل كراهية ، وهذا التشتت يجعل الناس يقارنون بين ما وصل اليه الغرب مع مانحن عليه من تاخر فيرمون السبب على الدين وليس على السياسة القذرة التي جاءت بعناصر اساءت لكل قيم الانسان .

الرسول محمد صلى الله عليه واله ترك وطنه مكة عندما لم يجد قانون يحميه وعندما هاجر الى المدينة اول عمل قام به تثبيت الشريعة وليس وضع حدود للوطن وبعدما خلق مجتمع متماسك من الانصار والمهاجرين ثبت مدينته لتصبح عاصمة الامة الاسلامية ، حتى انه عندما فتح وطنه مكة لم يستوطنها بل توطن المدينة بلد القانون، فياتي الخراصون ليقولون انها ليست دولة لماذا لانه لا يوجد فيها وزارات وجيش وشرطة ووزارة المالية وغيرها ؟ هكذا يحاول السفيه تسفيه الفكرة فهنالك من ينخدع وهنالك من يضحك على هذه الافكار فطبيعة حياة المسلمين في ذلك العصر كانت هكذا وتطورت مع الزمن فالحكومة في زمن الدولة العباسية تختلف عن البدايات كما وان مجالات الحياة في ذلك العصر محدودة هي فقط العيش بسلام وتامين معيشتهم والدفاع عن وطنهم وكانوا الكل جيش وشرطة وثقافة ، اضف الى ذلك اغلب الوزارات اليوم لاسيما المسلحة منها هي ادوات يستخدمها الحكام العملاء للارهاب والقمع والتلاعب بارزاق البشر حتى يتمكنوا من تحقيق غايتهم الشر .

الامام علي عليه السلام يقول الغنى في الغربة وطن ، والفقر في الوطن غربة ... هنا الغنى ليس على المستوى المادي فقط بل الاخلاقي وهذا لاياتي الا من خلال قانون رصين يحدد واجبات وحقوق الفرد وعندما يعيش الفرد الفقر في وطنه فهذا يعني ان القانون ظالم او بلا قانون ، واقول للمغترب عندما يحصل على حقوقه في بلاد الغرب بعيدا عن غايات تلك الدولة ومع ضمان الحفاظ على عقيدته يكون ملزم بالدفاع والحفاظ عن تلك البلد واحترام قوانينها وهذا ما تؤكد عليه مرجعية النجف ، ولكن الذي يؤسف له تلك الثقافات التي تروج لها وسائل اعلام مدسوسة وهي ثقافة التكفير واطلاق مصطلح بلاد الكفر حتى ترسخ فكرة كره المسلمين لدى المواطن الغربي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك