المقالات

"كوفة علي" في ذكرى استشهاده

1966 2021-05-03

 

د.علي المؤمن ||

 

  نتنقل في الكوفة العلوية في ذكرى استشهاد المولى علي، بين بيته وميثمه ومحرابه وهانيه ومختاره. ومن مسجد الكوفة الى شوارعها وأزقتها وشاطئها. ولاينكر منصف أن تحولاً كبيراً من ناحية الإعمار والخدمات حدث في الكوفة، قياساً بما كانت عليه في ظل النظام السابق، إلا أن كوفة علي لاتزال مهملة، لاتزال تعاني، لاتزال دون مستوى منزلتها التاريخية والمستقبلية بكثير.

   الكوفة العظيمة، هي العاصمة الحصرية للإمامة؛ من أمير المؤمنين علي بن ابي طالب الى أمير المؤمنين المهدي بن الحسن المنتظر. عاصمتنا التاريخية المستقبلية هذه؛ لاتزال مُهملة، ولايقدر قيمتها أغلب المعنيين في العراق؛ لا الدولة ولا الشيعة ولا أبناء المحافظة. وإذا ابتعدنا عن الجانب الديني والمذهبي والسياسي، وركزنا على البعد التاريخي الإنساني؛ فإن الكوفة كانت في يوم ما عاصمة أكبر دولة في العالم. وبالتالي؛ فهي تراث إنساني وديني ومذهبي من جهة، ومستقبل بالمواصفات نفسها في المستقبل، وهو ما لايتوافر في أية مدينة عراقية وغير عراقية أخرى.

   لذلك؛ ينبغي أن تكون الكوفة محمية إسلامية شيعية عالمية، من خلال قرار مشترك من مرجعية النجف والدولة العراقية ومنظمة الايسيسكو، كما ينبغي أن تكون محمية دولية من خلال تسجيل جميع معالمها في منظمة اليونسكو. ولايقتصر مشروع إعادة بناء الكوفة وحمايتها، على الجانب الديني والمذهبي والتراثي وحسب؛ بل على الجانب الإعماري والتحديثي والخدمي أيضاً، فإلى جانب إعادة إنشاء الحوزة العلمية الكوفية الكبرى والجامعات والمدارس الدينية؛ ينبغي أن تكون هناك جامعات أكاديمية وفنادق ومستشفيات حديثة وشوارع لائقة، فضلاً عن الخدمات الاستثنائية.

   والى جانب ذلك؛ ينبغي تحويل الكوفة الى عاصمة للسياحة الدينية في العراق، ومركز عالمي للجذب السياحي؛ لأن ما في الكوفة من معالم دينية ومقامات وآثار؛ لعله يندر مثيله في أي مدينة إسلامية تاريخية أخرى. ويكفي أن فيها مسجد الكوفة ومافيه من كنوز ومقامات، وماوقع فيه من أحداث، وهو أحد المساجد الأربعة، الى جانب المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويكفي أن في الكوفة بيت الامام علي والإمام الحسن ومحراب عبادتهما ومقعد إمامتهما وكرسي خلافتهما، ويكفي ان فيها مسجد السهلة التاريخي المتفرد في عظمته. 

   هذا المشروع ليس مشروعاً محلياً على مستوى قضاء الكوفة أو محافظة النجف، بل هو مشروع وطني شيعي إسلامي عالمي، ينسجم مع عالمية الكوفة وعظمتها، ومن واجب الدولة العراقية، التي ينتسب أغلب حكامها الى مذهب أمير المؤمنين، أن تنهض بهذا المشروع، وتكرس اهتماماً استثنائياً مكثفاً ومستداماً بمدينة الكوفة؛ لتكون لائقة بماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن..... كوفه
2021-05-03
ان شاء الله عندما يشبع اعضاء البرلمان والمحافظه من دماءنا هذا اذا كانت كلمة الشبع موجوده في جداول اعمالهم الغير متناهيه... شكرا للسيد المؤمن على عرضه حال الكوفه.. وبالمناسبه لقب امير المؤمنين خاص بالامام علي ع فقط ولا يطلق على اي امام حتى المهدي عج.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك