المقالات

الرد القاسي..والتحولات الكبرى 

1368 2021-04-30

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

عندما قال المرشد الأعلى للجمهورية الأسلامية ، وقائد محور المقاومة ، أن الرد القاسي سيطال أمريكا ، وذلك بعد أن قصفت قوات الحرس الثوري القواعد الأمريكية في العراق ، كان يعني مايقول بدقة متناهية . 

نحن نعي جيداً عندما يصرح القائد فأن تصريحاته تعني التحقق القطعي لذلك يبدو أن الرد القاسي ، تمثل بمجموعة معطيات نوجزها بمايلي .

♦️ أولاً الضغط العسكري الأيراني بدعم محور المقاومة في العراق وسوريا وفي اليمن ولبنان كان له الأثر الواضح بجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان ، والذي تلائم تماماً مع الأجندة ( البايدنية ) التي تحاول لملمت ما تبقى من هيبة واشنطن الذي أجهز ترامب على كثير من ملفاتها بسوء أدارته .

♦️ثانيا ، وصول الرسائل الأيرانية الى قلب تل أبيب ( مفاعل ديمونة ) ،  في فلسطين المحتلة قد أحدث صدمة في الأوساط الصهيونية والأمريكية على حداً سواء مما عجل بتغيير السلوك الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا على وجه الخصوص .

♦️ ثالثاً ، نجاح المفاوض الأيراني في الملف النووي ، وأجباره على عودة واشنطن الى الأتفاق ، همش بطريقة وأخرى من السلوك العدواني السعودي في دول المحور ، لذا تسابقت الرياض الى تغيير منهج التعامل مع أيران وقد بدأ ذلك واضحاً من خلال تصريحات محمد أبن سلمان .

♦️ رابعاً ، عندما أحس مشايخ الخليج بتوجه واشنطن الى طهران ، التي فرضت أرادتها بقوة ، فضلاً عن نجاح محور المقاومة بالوصول الى العمق الصهيوني ، والعمق السعودي في وقت واحد ، عجل في قضية الأنفتاح السريع مع طهران من قبل دول الخليج وخصوصاً السعودية والبحرين التي هي الأخرى ، قد أعربت اليوم عن رغبتها بأعادة العلاقات الدبلوماسية مع أيران أسوة بجارتها الكبرى السعودية .

♦️ خامساً ، توجه الجمهورية الأسلامية نحو بكين في أكبر صفقة أستثمارية ، وكسر طوق الحصار الأمريكي الظالم على الشعب الأيراني ، قد أعطى زخماً مضاعفاً لفصائل المقاومة في بلدان المحور والذي أربك الستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط ، والذي نعتقد بعدها أفول صفقة القرن السيئة ، والقائمين عليها .

نعتقد أعتقاداً جازماً أن الرد القاسي ( الناعم ) الذي قادته الجمهوري الأسلامية طوال سنة كاملة من خلال النجاحات المتلاحقة و  النصر على جبهات اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ، قد  أخضع  واشنطن الى قرار أيران بالتفاوض مرغمة  ، وهذا الخضوع  أفرغ التطبيع العربي الصهيوني المخزي والمذل ، من محتواه تماماً .

بات يدرك أعراب النفط أن الخصومة الدائمه مع أيران لن تفضي الى نجاح ستراتيجياتها في أسقاط محور المقاومة ، وأن أيران تسير بثبات من أجل مصلحة شعوب المنطقة بأكملها .  الخذلان الأمريكي للمحور المطبع مع كيان الأحتلال ، سارع بوتيرة الأحداث ، والتي من الممكن أن نرى أنسحاب سعودي من اليمن ، أسوة بالأنسحاب اللوجستي من الساحة السورية . نعم ألتقت مصالح الشعوب في هذه المنطقة ، والتي سبق وأن قلناها في أكثر من مره ، مصالح المنطقة العربية والأسلامية ترسم مساراتها شعوب المنطقة ، لا واشنطن .

الولايات المتحدة بدأت بالتراجع ، ودخول أيران على الساحة السياسية اللبنانية بأصلاح الوضع الأقتصادي من خلال دفع السعودية ، لأعادة تقييم حلفائها من اللبنانيين ، سيسهم بحلحلة بعض مشاكل المنطقة ، وسيضعف دور الكيان الصهيوني برسم خارطة شرق أوسط جديد .

تنامي فصائل المقاومة الأسلامية في العراق قد أوجع المحتل الأمريكي ، وليس مستبعد أن نرى أنسحاباً لبعض القوات الأمريكية من الداخل العراقي ، وهي رسائل وصل مداها الى أنقرة التي لا تريد الغياب عن الساحة العراقية ، تحت ذريعة حزب العمال الكردستاني المعارض ، وواقعاً بدأت أنقرة بترتيب أوراقها لأستشعارها التقارب الكبير الذي حصل بين طهران وواشنطن ، والذي من الممكن أن يجعل ضربات المقاومة الأسلامية العراقية ، أن توجه فوهات بنادقها بأتجاة القوات الغازية التركية في شمال العراق بعد أن هزمت المشروع الأمريكي في الداخل العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك