المقالات

مسؤولو الصدفة ؟!


 

 صبيح المرياني ||

 

 ليس جديدا على العراقيين أن يشهدوا حوادث يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين ويتنصل عن مسؤوليتها المسؤول ، مادامت الأرواح التي ذهبت هي أرواح الطبقات الوسطى والفقيرة في المجتمع ، ويبدو أن هناك شعورا لدى أثرياء المال والسياسة أن الإنسان العراقي الفقير لا يستحق الحياة ، وهو بنظرهم إنسان من الدرجة الأدنى ، لذا فإن مثل هذه الحوادث التي تنهي حياته تعد بمثابة هدية القدر له للخلاص من الوضع الذي يعيشه بنظر البعض من المسؤولين ، فمنذ زمن النظام البائد وعمليات الإعدام متنوعة التنفيذ ومستمرة ، واكملتها عمليات القتل بالمفخخات والاحزمة الناسفة والاغتيالات من قبل تنظيم القاعدة الارهابي والذي سلم راية القتل الى عصابات داعش ليستمر بذات الجرائم ضد هذا الشعب ليخطف من يخطف ويقتل من يقتل ويسبي من يسبي ، والمسؤول متنصل عن مسؤوليته في ذلك كله ، وتبريره لا يعدو كلمات الإدانة والشجب والاستنكار ، اما الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية والتنازل عن المنصب فهذا أمر لم ولن يحصل في سلوكيات المسؤول العراقي ، وهي ثقافة غريبة وجدت ليتم تصديرها للأجيال جيلا بعد جيل.

ما حدث ليل السبت في مستشفى الخطيب ببغداد من انفجار لأسطوانات الاوكسجين وما تلاه من حرق راح ضحيته العشرات من المواطنين الراقدين والمرافقين للمصابين بفيروس كورونا لا يمكن أن يمر مرور الكرام،  ولابد أن يعاقب كل وزير او وكيل  او مدير في وزارة الصحة وكذا أي وزارة من وزارات الدولة لا يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فالمسؤولية لا تنحصر بمكتب او حمايات شخصية او سيارات مصفحة او عيش رغيد ، المسؤولية أن لا يغمض للمسؤول جفن مالم ينهي مهامه ، المسؤولية أن يرضي الله تعالى والناس فيما أوكل إليه من واجبات ، أما المسؤولية لمن لا يعرف حجمها فعليه أن يغادرها من باب الأدب والاخلاق ، لا أن يلتصق بها وهو لا يفهم منها شيئا ، كفى عبثا بأرواح المواطنين ومقدراتهم ، وكفى استهزاء  بمصير بلد يعتبر من اغنى بلدان العام كفى وكفى وكفى يا مسؤولي الصدفة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك