المقالات

إصبع على الجرح..محرقة الفقراء ..

2156 2021-04-25

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

مأساة وفاجعة ومحرقة وجريمة كبرى بحق الفقراء من أبناء الشعب العراقي تلك التي حدثت في مستشفى إبن الخطيب أودت بحياة واصابة اكثر من مائتي مريض يرقد فيها .

نعم مستشفى ابن الخطيب التي أنشأت في العهد الملكي كمركز للعزل وكانت تسمى حينها مستشفى التويثة يستقبلون فيها المصابين بالأمراض الإنتقالية في حينها كأمراض السل والكوليرا أي ان أكثر من سبعين سنة مضى على إنشائها ولهي خالية من أنظمة التكييف والتأمين والدفاع المدني وغير صالحة بكل المقاييس لإيواء البشر لكنها وبإرادة الحكومة العراقية المنفتحة والبرلمان المتفائل ووزير الصحة الفطحل تم تخصيصها لتكون مركزا لإيواء المصابين بفايروس كورونا .

 طبعا لست بحاجة لأن اشرح من هو الذي يقصد هذه المستشفى وهي بهذا الحال غير الفقراء والمسحوقين ومن لا حول ولا قوة لهم إلا بالله العلي العظيم فالميسورين قد شرعت المستشفيات الأهلية والمراكز الخاصة ابوابها لإستقبالهم ورعايتهم بالدولار كما إن الطائرات حاضرة مستحضرة لنقل من يصاب من أعضاء وجماعة الرئاسات والحكومة والبرلمان . لذلك نقول انها محرقة جماعية للفقراء .

 إنها إبادة جماعية بمنتهى البشاعة وجريمة كبرى واضحة المعالم لا تحتاج الى شهود او دليل لإثبات الجرم وتشخيص المجرمين .  لا نحتاج لجنة تتشكل بأمر رئيس الحكومة لتستمر ايام واسابيع وتنتهي من حيث لا ندري وتقيد الجريمة ضد مجهول فالمتهم الأول هو رئيس الحكومة نفسه بما فيه من ضعف وغرابة وبلاهة وسذاجة ولا شيء يدل من قريب او بعيد انه اهلا لأن يكون بموقع رئيس قسم او حتى راعيا لماعز وخروف .

لا نريد اقالة او استقالة وزير الصحة الذي لا يشبة شخص الوزير في شيئ من حيث الشكل والمضمون والحضور والكفاءة .

 جاهل بكل ما تعنيه الكلمة وببغاء لما يسمع فيقول وأمين صندوق للسحت الحرام لمن جاء به من الذين آمنوا وعملوا الصالحات . لا نأمل خيرا من اجتماع طارئ لبرلمان طارئ ونواب طارئين كذبوا وخانوا العهد واستسلموا لإرادة رؤوس الفساد من رؤساء الكتل وتأطروا بالنفاق فكانوا منافقين بمنتهى الوقاحة ولازلنا نتذكر ذلك المشهد الدراماتيكي لنائب رئيس البرلمان حسن الكعبي وهو يرمي بنفسه على رئيس البرلمان محمد الحلبوس ليهنئه بالأحضان بعد التصويت على إقرار الموازنة المالية الفضيحة التي شرعت وأسست لشعب منهوب وكما يريد البره زاني وأذنابه من السنة والشيعة .

 المشكلة ليست كما قالوا في انفجار بقنينة الاوكسجين فالمستشفى بذاتها وكل ما فيها جريمة وأركان الجرم هم كل من ننتظر منهم الحسم والنتيجة , حكم جريمة الحرق الذي يؤدي الى موت انسان عمدا في القانون العراقي هو الإعدام شنقا حتى الموت وحكم جريمة الحرق بالتقصير او الإهمال هو السجن لعشر سنوات .

  هل نأمل او نتأمل او نحلم او يترائى لنا من قضاء عراقي برأ المجرمين والفاسدين بالجملة من الكربولي الى الدايني ومشعان الجبوري وليث الدليمي وخميس الخنجر والقائمة التي تبدأ ولا تنتهي بل وتم تكريم المجرمين ليكونوا بمناصب سيادية في الحكومة ومجلس النواب .

 هل نأمل منه أن يكون بمستوى الحدث وبحجم الكارثة ليكون صوته منصفا لجراحات اشعب العراقي وعذاباته ويكون له موقف تأريخي يصحح المسار !! وهل يكون للشعب العراقي صحوة ووقفة وصرخة بوجه المنافقين والمتلاعبين على موتهم الجماعي ويتوقفوا عن عبادة اصنام السياسة ام اننا غدونا كما قال الشاعر .. أنت قد أسمعت لو ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي  ...

   تضيئ النار عند النفخ فيها ولكن ضاع نفخي في رماد ..

 وإنا لله وإنا اليه راجعون ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك