المقالات

جمهورية الرعب .. أبن الخطيب شاهداً !

1558 2021-04-25

 

 🖋 قاسم سلمان العبودي ||

 

يقال في عالم الأستعمار الغربي لأي بلد ، عليه تحطيم ثلاث ركائز أساسية في ذلك البلد حتى يصبح تابع ذليل ومستعبد . القضاء ، والتعليم ، والصحة ، ركائز ومقومات أي بلد في العالم ، فأذا صلحت صلح القوم ، وأذا فسدت فسد القوم .

ركائز مجتمعنا العراقي قد دكت بمطرقة المحتل الأمريكي ، واليوم جميعنا ننظر الى ركام ذلك الحطام الهائل  الذي طال جميع مؤسسات الدولة العراقية ، التي يتنافح المغردون والمتشدقون بما يحلو لهم من تسميات . مره اللادولة ، وأخرى اللاوطنية ، وثالثة الذيلية ، والى ماشاء هؤلاء من تسميات تتناغم ومصالحهم الشخصية والفئوية التي يستتقتلون من أجل أطلاقها .

اليوم ننظر بقلوب حزينة الى ماحصل في مستشفى أبن الخطيب  من مأساة كبرى راح ضحيتها أكثر من خمسين نزيل في ذلك المشفى الذي خصص لعلاج مصابي كورونا . وزارة الصحة ممثلة بوزيرها الذي تدعمه كتله تطلق على نفسها مجازاً ، الأصلاح ! تقف عاجزة أمام منظر المرضى الذين تفحمت أجسادهم بلا سبب ، سوى أهمال أدارة المستشفى ، والذي هو أمتداد لفساد الوزارة التي تعنى بشؤون المرضى .

يفترض بمن ينادي بالأصلاح اليوم أن يسائل وزيره الذي أستوزره لهذا المجال الحيوي ، كيف حصل هذا الذي حصل ؟ وماهي الخطط المعده لمواجهة هكذا ظروف خطرة ؟

 المفروض أن تكون هناك أقالات جماعية تبدأ بالوزير وتنتهي بأصغر موظف قد قصر بأداء عمله .  على سيد الكتله ، وقائدها الأوحد أن يبريء ضميره أمام الرأي العام العراقي ، بأحالة هذا الوزير الى التحقيق أن كان فعلاً راعياً للأصلاح كما يدعي .

نحن نعتقد أن الفساد الذي أستشرى في مفاصل المؤسسات الحكومية ، أصبح ثقافة متداولة بين الأدارات المتعاقبة ، والتي لا تقيم وزناً لحياة الناس الذي يعول  عليهم أغلب قادة  الكتل السياسية في عملية الأنتخابات المزمع الشروع بها بعد أشهر عدة . فما الذي قدمته الكتل السياسية بأختلاف مسمياتها للشعب الذي يطالبونه بالحضور ( الكثيف ) للأدلاء بصوته في صناديق الأنتخاب ؟ وبأي وجه قبيح سيواجه هؤلاء الذين تسببوا بأزمات العراق منذ ١٧ عشر عاماً ؟

لو كان حادث مستشفى أبن الخطيب قد حدث في أي بلد في العالم ، فأننا نعتقد أن حكومة ذالك البلد ستستقيل بأكملها تضامناً مع الشعب الذي تعرض لهذه المأساة الكبيرة ، وأيضاً لأدانة نفسها وأعترافها بالتقصير والأهمال ، وذلك ينبع من مسؤوليتها الأخلاقية والدستورية تجاه شعبها الذي أوصلها الى سدة الحكم .

فهل سنشهد أحالة المسؤولين في وزارة الصحة ( المقدسة ) ، الى القضاء ،  أم أننا سنرى سيل من الأدانات والأستنكارات المتلاحقة من راكبي موجة  أزمات العراق في جمهورية الرعب  التي أختنقت بملفات فساد أداراتها  ؟ نتمنى أن تتحمل الحكومة العراقية مسؤلياتها الأخلاقية أولاً ، والدستورية ثانياً لمواجهة الرعب الذي أجتاح مؤسساتنا الدستورية .

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك