المقالات

العراق بين الشجاع والجبان ..

1378 2021-04-01

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

رغم أننا نعيش العام السابع عشرعلى سقوط الدكتاتور والحكم البعثي الهدام إلا أن ما يحصل في العراق تحت يافطة الديمقراطية من ديناميكية الانقلاب بين القاعدة والاستثناء والمألوف والشواذ والحق والباطل وما نعيشه من تفشي الجنون وإشاعة الفوضى والتبجح بالوقاحة وانتشار الفساد وتسلطن الفاسدين وتلقائية الانفلات والتجاوز على ثوابت المنظومة القيمية والأخلاقية تدعونا لنشخِّص الأسباب لذلك .

كثيرة هي الأسباب وأكثر منها المسببات ابتداءً من الدور الفاعل لأزلام البعث الصدامي إلى حقد الأعراب ومؤامراتهم إلى صراع الإرادات الدولية وتشابك المصالح على الأرض العراقية لكن رأس الأسباب وأهمها هو فقدان الإرادة عند أصحاب القرار والمسؤولين عن الأمر في العراق .

 وجهة نظري الشخصية أرى الأمر مجسدا في مفهوم أن يكون الإنسان شجاعا أم جبانا .

لا أريد أن أتهم من أقصد في كلامي بالجهل أو الغباء أو البلاهة أو السذاجة لكن الحقيقة المتفق عليها عند علماء السيلوجيا تؤكد أن الثقافة تلعب دوراً هاماً وركيزة كبرى في بناء شخصية الإنسان ،

فالشجاع يعتمد المعرفة ركيزة أساسية تبنى عليها العواطف وتوظف الإرادة لإحالتها إلى واقع سلوكي من صميم الشخصية ذاتها فيما تتفاعل الثقافة مع قوة الإرادة التي تؤطرها المعايير الأخلاقية والصدق لتحل محل المعايير الوجدانية أو الآثار النفسية .

علينا أن لا نخلط بين المتهور والشجاع في ممارسة السلوك ،فالمتهور يُقدِمُ على الفعل بغض النظر عن العواقب ودون تقدير للموقف في حين أن الإنسان الشجاع له ما يميزه من الذكاء والقدرة على إدراك العلاقات القائمة بين الأشياء والمواقف والأحداث واتخاذ المواقف المناسبة في ضوء كل علاقة من تلك العلاقات دون الوقوع في الاندفاع والتصرف غير المدروس .

الشخص الشجاع يتمتع برؤية حادة في استشفاف المستقبل بقراءة واعية ودراية تتجلى واضحة حتى في التمتع بالقدرة التعبيرية للدلالة على الأفكار وما يريد أن يقول بتوازن ومنطق فضلا عن إتقانه اللغة ومخارج الحروف .

 بقي أن نشير إلى إرادة التنفيذ التي يتمتع بها الشخص الشجاع لأقواله طالما كانت صحيحة وموضوعية تهيء الكمال لشخصيته في قدرة متوازنة بين الإقدام حيثما تطلب الموقف والإدبار والتراجع عن الأخطاء وليس هذا فحسب بل الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وهو ما يجعله قادرا مطمئنا على اتخاذ القرار والتحدي للمواقف الضاغطة ولا يستسلم لها .

 أما الجبان فهو خلاف كل ماذكرنا من صفات للشخص الشجاع حيث تجده ضعيفا في ذاته متألماً مستسلماً يتملكه إدراك مضطرب ودوني للذات وارتفاع القلق بشكل كبير لديه يصل درجة الهلع كما تراه متلونا مع كل موقف في علاقاته وأعماله واتصالاته متكيفا مع جميع المواقف حتى لو كانت متناقضة في وجدانه الداخلي معتمدا أسلوب المجاراة (الانبطاح) للآخر وبإرادة مسلوبة فضلا عن كونه كذابا ضعيف الإرادة أسيرا للشعور بالعجز والدونية والخوف من كل شيء ..

 بعد هذا العرض الموجز والمختصر أترك لكم حق اختيار الوصف الذي يتوافق مع أركان العملية السياسية في العراق والمسؤولين فيه من الرأس حتى القدم.. فهل هم شجعان أم جبناء ؟؟؟ .

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك