المقالات

صناعة الهدف..المبادرة السعودية لغلق الملف اليمني

1692 2021-03-23

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

أعلنت المملكة السعودية عن مبادرة جديدة لأنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ ٧ سنوات تقريباً ، ولا لشيء سوى أن اليمن قرر أن يرسم مساراً وطنياً بعيداً عن التدخلات الأقليمية في الشأن الداخلي اليمني .

فما الذي حصل بعد سنوات سبع من الحرب والحصار بتلك الآلة الحربية المتوحشة التي لم تترك شبراً واحداً من أرض اليمن ألا وقد حولته الى ركام ؟

نعتقد أن المراهنة الكبرى لدى حكام السعودية كانت تبنى على مفهوم تحطيم الأنسان اليمني نفسياً من خلال الأستهداف المباشر لحياته ومرتكزاته ، ومن ثم الذهاب به الى الى حيث تريد . لكن الذي حصل لم يكن بحسابات تلك القيادة التي تم أستغفالها من قبل دوائر الأستكبار العالمي التي دفعت بحكام السعودية والأمارات الى  حرب أنابه عن تلك الدوائر المستكبره ، والتي وضعت خطوط المعركة ودعمتها بكل أستهتار .

المتابع للشأن اليمني وحربها الضروس  ، يجد أن ستراتيجية المعركة قد تغيرت ومنذ سنوات الحرب الأولى بعدما أدركت السعودية والأمارات أنها قد أوغلت في رمال متحركة ومن الصعوبة الخروج منها بغير خسارة كبرى . على مدى السنوات السبع باعت السعودية والأمارات كثير من أحتياطياتها النقدية الثابته لتمويل المعركة التي بدأو أستشعار خسارتها أمام الصلابة اليمنية ، فسوق الأستثمار الأمارتي شبه متوقف ، وأسهم التداول السعودي تتهاوى يوماً بعد آخر .

 يبدو أن القفز من القارب الغريق بات الحل الأقرب للقوات السعودية والأماراتية ، والتي أعلنت الأخيرة أنسحابها من خط المواجهة ، تاركة شريكتها الكبرى بخوض غمار حرب خاسرة . 

أستطاع السلاح اليمني المملوء عقيدة وأصرار  بالوصول الى قلب المملكة السعودية ، ودك معاقل القيادة السعودية ، وشريانها التمويلي ( أرامكو ) في سابقة لم تعهدها القوات الغازية لليمن . لذا بات الصراخ السعودي يعلو شيئاً فشيئا لأسماع واشنطن التي بدأت سياستها تأخذ منحاً آخر غير تلك السياسة ( الترامبية ) التي دفعت بالمملكة الى تلك الحرب القذرة .

المبادرة السعودية اليوم تحمل خبث قائلها . فأنها من جهة محاولة لتفتيت الجبهة الداخلية لمحور المقاومة وأسكات أحد أجنحتها الباسلة ، وذلك من خلال رمي التهم جزافاً على الجمهورية الأسلامية بأعتبارها داعمه للشعب اليمني ، في محاولة منها  لأيهام  الرأي العام العالمي  أتجاه أيران  ، وكأن العالم مؤيداً لسياسة الجمهورية الأسلامية ، ولم يقف بالضد منها على مدى قرابة الأربعين عاماً .

ومن جهة أخرى تحمل المبادرة وجهة نظر حكام المملكة لأحتواء الرأي العام السعودي الذي بدأ يعي عدم جدية تلك الحرب ، والتي تسببت بهدر مليارات الدولارات لأدامة زخم المعركة ، وتبيان وداعة النظام الذي يحاول طرح المبادرة تلو الأخرى من أجل أحلال السلام ، وكأنهم حمامات سلام حقيقيون .

لقد بات للقاصي والداني أستهتار حكام السعودية بعدم أحترامهم للأنسان ، بعد فضيحة تقطيع المعارض السعودي خاشقجي ، وبعد أثارة بايدن موضوع حقوق الأنسان داخل المملكة ، وبعد السياسة الفجه لصبي السياسة محمد أبن سلمان الذي تعامل بأزمة تلو الأخرى في الداخل السعودي من خلال أعتقال بعض أبناء العائلة المالكة ، وتهميش بعض شرائح المجتمع السعودي ، من خلال التعامل الطائفي مع المكون الشيعي ، وأعدام رموز التشيع السعودي ،  أرادت أن تغير من سياستها  ، بتلميع صورتها التي باتت قاتمة جداً على مستوى العالم كله . اليوم بات الأقتدار اليمني ، هو من يتحكم بالمشهد ، وهو من يتمكن من المبادرة ، وليس آل سعود حتى وأن نعق وزير خارجيتها بمبادرته التي لا أعتقد سوف يكون لها سوق رائج في صنعاء .

 أذ كان حكام السعودية جادون بمبادرة السلام ، عليهم التوقف فوراً عن أستهداف اليمنين في المدن الآمنه. وأنسحاب قواتها ومرتزقتها من الداخل اليمني وفك الحصار عن الموانيء اليمنية والمطارات ، وترك الشعب اليمني يقرر مصلحة بلاده ، وألا بأعتقادنا ، أن سلاح قادر ، والمسيرات اليمنية هي  من سيرسم ملامح الأيام القادمة وسيبطل المبادرات الخجلى التي تحاول حفظ ماء الوجه السعودي الذي لفحته حرارة الصواريخ اليمنية وأحالته الى سواد كالح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك