المقالات

كان حلما..وأصبح وهما

1657 2021-03-21

 

 خالد القيسي ||

 

          من الصعب على من تاه أمله

         ان يكشف ضعفه لما أكثر ما يؤلمه

               حتى غشاوة من الظلام نزلت على عينه

في غرفة المكتبة تسهر الى وقت متأخر لتنضد مقال لا يتعامل معه الآخرون كما ينبغي ، تشعر بالصدمة وترى نفسك لا تعرف لما تقول وما تقول لمشهد قد تراه غريب لاوراقك المبعثرة وغزارة عرقك ، قد تنسى لفترة تحاول التخلص من علاقة ما ترسم من صور عالقة في الذهن لا تلبي ما يدور في نفسك ، ولا تستجيب لمشاكل مجتمع غارق في السلبية ، فترمي همومك الى منفضة السكائر المليئة بالاعقاب والرماد ، وتتسعت الهوة بينك وبين هذه العلاقة بكل خطاياها وتحجب بستارة سوداء لا تجذبها رائحة الأرض الطيبة.

تتخدر يداك وتتراخى عن مسك القلم حين  تبدء تنخر في افكارنا الكثير من الاوهام ونخاف من شيء مجهول من وضع بلاد مرتبك ، وكثرة مشاكله تجبرك للخروج والسفر الى اي من بلاد الله الواسعة تستوعبك في وضع جديد ربما لا يمكن إصلاحه بسهولة.

من الؤلم ان تبيع دارك ومكتبتك لجمع مال يساعدك في رحلة مجهولة تسبقها رحلة مكوكية على السفارات لفيزة الهجرة ، وتسأل نفسك عندما تطأ قدماك ارض غير ، هل انت لاجيء سياسي ام فار من العيش في متاهات بلادك ؟

اذا لم تكن مرتاح في بلادك ، فكيف في بلاد لاتعرف منها سِوى الهدوء والنظافة ، لا تعرف اللغة ولا العادات ولا التقاليد ، ولا ترى السعادة حتى في هذا الافق االمتاح مغطى بضباب يلف حركته ! ولذا طار الكثير من عصافير بلادي الحالمة الى بعيد وفزعت عائدة بما وجدت من مجتمع ذات شعور قاسي لتعود ادراجها الخائبة الى الداخل .

بعد ان تعقد طموحها واحست بالانكسار لتبقى طول عمرها تعانق الالم والضيق ، كان حلما .. واصبح وهما .. وليس امامها سوى الغوص في جحيم الوطن في صراع الخير والشر في عودة الى الفشل والايام العصيبة في ضربات قوية على الرأس ، أو عزلة اجتماعية بعيدة عن  تناقضات الحياة التي توقعها في دوامة المشاكل.

يدرك الجميع ليس في العراق وحده لا تجري الامور حسب القانون ، وانما بلدان العرب عموما لم يفهم البعض ما الذي يجري ، نغضب وننفعل ونحس بخيبة كبيرة في تفعلنا مع الشخصيات والاحداث ولا نلوم الا انفسنا في عدم ازاحة الاحمال الثقيلة عن كاهلنا ، وهذا هو سر آهاتنا وسر أحزاننا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك