المقالات

ذقوننا ليست للضحك..!


 

علي علي ||

 

  في مثلنا الدارج؛ "اليثرد يدري والياكل مايدري" كثير من التشابه مع واقع حالنا المعاش، وأظنني أصيب القول إن قلت أن أغلب ساستنا وأصحاب القرار من قياديينا في مجالسنا الثلاث، هم الذين "ياكلون" أما الذين يقع عليهم تعب الـ "ثرد" ويتحملون وزر ما "ينتجه" الآكلون فهم العراقيون الذين لاحول لهم ولاقوة غير التحمل والتجمل بالصبر، فهم وحدهم تدور عليهم رحى المصائب التي تعصف بالبلد، والتي هي بطبيعة الحال واحدة من مخلفات الـ "آكلين" وإفرازاتهم.

  ومن تطلع لما جرى في الساحة العراقية لأكثر من عقد ونصف العقد مضت، يتحير بما يمر به البلد من تضاربات في الأحداث، فتارة تبدو له حياة العراقيين على كف عفريت، وعلى شفا حفرة من الهلاك، من جراء تصرفات ساسة من الداخل، تقابلها من الخارج تدخلات إقليمية بأجندات تتنوع أبعادها بين سياسية واقتصادية، وقبلهما طائقية. وتارة أخرى تلوح له في الأفق القريب بشائر أمل، ويرى ان الفرج أدنى من قاب قوسين للعراقيين الذين طال انتظارهم له، ولسانهم يلهج دوما بكلام الله: "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا". ذلك ان الخلافات التي يختلقها ويتبادلها ساسة عراق الديمقراطية بتفنن متقن، أضحت منذ اعتلوا سدة الحكم، هي السمة البارزة والطبيعة السائدة لسياسة البلد، فمامن اجتماع تحت قبة من قبب مجالسه إلا وكانت لهم صولات وجولات وبطولات لاتكاد تتوقف، وكأن سياسيينا فطموا على بيضة "دجاجة هراتية" فصار العراك والـ "مناگر" ديدنهم في اجتماعاتهم وجلساتهم، في قيامهم وقعودهم وعلى جنوبهم، واضعين مصلحة الوطن والمواطن جانبا. أما مايلوح من بشائر أمل من تصريح هذا المسؤول، أو بيان من ذاك، فهو عادة مايكون سرابا في صحراء أرادوها بديلا عن رياض العراق وجنانه، وقد خبر العراقيون طباع ساسته هذه، وصاروا أمامه كتابا مفتوحا لاتخفى عليه تفاصيل سيناريوهاتهم، وما المماطلات والمماحكات والتجاذبات إلا معوقات لم يعد لها صدى بعد ان صدئت، وفاحت منها روائح كثيرة، منها رائحة التقاعس ورائحة الغدر بالعهود، وعدم إيفاء الوعود، وكذلك رائحة الأنانية، علاوة على رائحة الانقياد والذيلية لجهات تقبع خارج حدود البلاد.

    اليوم وبعد التجارب المريرة التي مر بها العراقيون، على ساسته التنبه إلى أن الذقون لم تعد مرتعا لضحكهم، وأن صيحة المواطن المظلوم قد انطلقت ولن تتوقف، وستسقط عروشا أمام دويها، وستداس تيجان وتسحق لحى، وتمرغ حينها وجوه ناعمة بخشن التراب، جزاء ظلمها وسوء صنيعها، وقد آن الأوان لمن يعتلون مراكز قيادة البلاد والتحكم بمصائر العباد، أن يتحذروا من رد فعل المواطن المسلوب حقه، وليحذروا من استجابة دعاء المظلوم، وقد قال في هذا إمامنا عليه السلام:

واحذر من المظلوم سهما صائبا

            واعلم بأن دعاءه لايحجب

  لقد تكشفت للمواطن اليوم ألعوبة ساسته وخديعتهم التي أودت بأرواح أبرياء آمنين في مدنهم منذ قرون، وأفضت الى ضياع أراضٍ شاسعة من وطنه، وتعرض أخوانه وأهله في محافظاتهم الى مصائب وأهوال، لاتحتوي وصفها صفحات ومجلدات لو أردنا حصرها.

  إن المواطن ياساسة ويامسؤولون، لم يعد ينطلي عليه ماكنتم تمررونه بالأمس، وعليكم مداراة هذا الجانب وتغيير سياستكم، فمن يدري ومن يضمن؟ لعل ثورة ما تفضي الى سَورة غضب عارمة، تتفجر تحت وطأة الشد التي يعاني منها المقهورون والمظلومون المسلوبة حقوقهم، يومها لاينفع الساسة الآكلين "ثريد" ولاجاه، ولامال، ولابنون، وهم عالمون بأي منقلب ينقلب الظالمون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رسول حسن..... كوفه
2021-03-21
العراقيون في الاعم الاغلب صابرون محتسبون ناظرون مراقبون مطيعون لمرجعيتهم لايتقدمون عليها ولايمشون بجانبها بل سائرون خلفها الى ان ياذن لهم الله بالفرج القريب ان شاء الله..... ان الصبح موعدهم اليس الصبح بقريب.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك