المقالات

بين الحِبْر الأعظم والحَبْر الأعظم قداسة تأريخية....

1467 2021-03-07

 

أمل هاني الياسري ||

 

رحلة حج وسلام جاءت لتعلن للبشرية، أن العلي الأعلى والسلام البارئ (عز وجل) خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، جاء البابا فرنسيس ليقول للعالم: إن العراق بلد الحضارات، ومهد الحرف والكلمة، والتآخي والتعايش، رغم أن هناك مَنْ حاول ويحاول هدم مروءته، وانتهاك حرمة ساكنيه، وكرامة أرضه وعرضه، لكن هذه الزيارة الكريمة أوضحت عمق الانتماء الوطني، لكل مكونات شعبنا في تلك اللحظات التأريخية، التي جمعت الحِبْر الأعظم وصمام الأمان (السيد السيستاني) والحَبْر الأعظم (البابا فرنسيس). 

لقد أوجدت هذه الزيارة، علامة فارقة في تأريخ العراق الحديث، فهي تعد جرعة إنسانية كبيرة، تؤشر محامد تنوعنا الديني، والمذهبي، والقومي، لا عكس ما يظنه المتصيدون في الماء العكر، بأنها نقطة خلاف وتصدع، ثم أن زيارة البابا فرنسيس لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في بيته في النجف الأشرف، تدل على التأثير الإيجابي الذي صُنِعَ عند الآخرين، عن الإعتدال والتواضع، والمساواة والتسامح في الإسلام، وإشاعة الأمن والطمأنينة، عند العراقيين بكافة مكوناتهم.     

دعا النبي عيسى (عليه السلام)الى الرحمة والمحبة، ونصرة الفقير والمظلوم، والإرتباط بطريق الله (عز وجل)وأيضاً ما دعا إليه النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) فهو رحمة للبشرية جمعاء، بكل طوائفهم، ومكوناتهم، وأعراقهم، وأديانهم، وعليه فالمنبع واحد والأهداف واحدة، بأن يعيش العالم سلاماً وأماناً دائمين، وألا يجعلوا للشيطان عليهم من سبيل، وذلك هو الإرث الإبراهيمي الموحد في الإيمان، بأن الدين يحفظ كرامة الإنسان،  وأن هناك فرقاً كبيراً بين مَنْ يدعو للإعتدال والتعايش وبين مَنْ يدعو للتطرف والتفرقة.

بين سفينة أماننا وسكينة زعيم مرجعيتنا، وبين الحبور والسرور للبابا، هناك مشاعر قداسة إنسانية، تتأجج في النفوس النقية والضمائر التقية، لتستشعر معها بأنك على طريق الصواب، وأن جلوس زعيم الطائفة الشيعية والطائفة المسيحية، ما هو إلا حلقة للتواصل الإنساني المعتدل، وهي دعوة لنبذ لغة الحرب، والعنف في عالمنا اليوم، وتغليب جانب الحكمة والعقل، والإستعداد العالمي للإصلاح، فطوبى للمتسامحين، والمعتدلين، والصابرين، حين يمنحون الإنسان حيوية وثباتاً، وصلابة وصبراً، ليعيش في الأرض بأمن وأمان وسلام.

*الحَبْر: المسرور والمكرم أما الحِبْر: ما يكتب به مِنْ علم عميق*

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك