المقالات

بين الحِبْر الأعظم والحَبْر الأعظم قداسة تأريخية....

1600 2021-03-07

 

أمل هاني الياسري ||

 

رحلة حج وسلام جاءت لتعلن للبشرية، أن العلي الأعلى والسلام البارئ (عز وجل) خلق الناس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، جاء البابا فرنسيس ليقول للعالم: إن العراق بلد الحضارات، ومهد الحرف والكلمة، والتآخي والتعايش، رغم أن هناك مَنْ حاول ويحاول هدم مروءته، وانتهاك حرمة ساكنيه، وكرامة أرضه وعرضه، لكن هذه الزيارة الكريمة أوضحت عمق الانتماء الوطني، لكل مكونات شعبنا في تلك اللحظات التأريخية، التي جمعت الحِبْر الأعظم وصمام الأمان (السيد السيستاني) والحَبْر الأعظم (البابا فرنسيس). 

لقد أوجدت هذه الزيارة، علامة فارقة في تأريخ العراق الحديث، فهي تعد جرعة إنسانية كبيرة، تؤشر محامد تنوعنا الديني، والمذهبي، والقومي، لا عكس ما يظنه المتصيدون في الماء العكر، بأنها نقطة خلاف وتصدع، ثم أن زيارة البابا فرنسيس لسماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في بيته في النجف الأشرف، تدل على التأثير الإيجابي الذي صُنِعَ عند الآخرين، عن الإعتدال والتواضع، والمساواة والتسامح في الإسلام، وإشاعة الأمن والطمأنينة، عند العراقيين بكافة مكوناتهم.     

دعا النبي عيسى (عليه السلام)الى الرحمة والمحبة، ونصرة الفقير والمظلوم، والإرتباط بطريق الله (عز وجل)وأيضاً ما دعا إليه النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله) فهو رحمة للبشرية جمعاء، بكل طوائفهم، ومكوناتهم، وأعراقهم، وأديانهم، وعليه فالمنبع واحد والأهداف واحدة، بأن يعيش العالم سلاماً وأماناً دائمين، وألا يجعلوا للشيطان عليهم من سبيل، وذلك هو الإرث الإبراهيمي الموحد في الإيمان، بأن الدين يحفظ كرامة الإنسان،  وأن هناك فرقاً كبيراً بين مَنْ يدعو للإعتدال والتعايش وبين مَنْ يدعو للتطرف والتفرقة.

بين سفينة أماننا وسكينة زعيم مرجعيتنا، وبين الحبور والسرور للبابا، هناك مشاعر قداسة إنسانية، تتأجج في النفوس النقية والضمائر التقية، لتستشعر معها بأنك على طريق الصواب، وأن جلوس زعيم الطائفة الشيعية والطائفة المسيحية، ما هو إلا حلقة للتواصل الإنساني المعتدل، وهي دعوة لنبذ لغة الحرب، والعنف في عالمنا اليوم، وتغليب جانب الحكمة والعقل، والإستعداد العالمي للإصلاح، فطوبى للمتسامحين، والمعتدلين، والصابرين، حين يمنحون الإنسان حيوية وثباتاً، وصلابة وصبراً، ليعيش في الأرض بأمن وأمان وسلام.

*الحَبْر: المسرور والمكرم أما الحِبْر: ما يكتب به مِنْ علم عميق*

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك