المقالات

السيستاني وفرنسيس.. ماذا بعد؟

1403 2021-03-05

 

ضياء المحسن ||

 

   كثر الحديث عن زيارة البابا فرنسيس الى العراق ولقاءه بمرجع الطائفة الشيعية علي السيستاني، حيث يمثل هذين الرجلين قطبي أكبر ديانتين في المعمورة، ومع إختلافنا فيما قيل ويقال حول أهداف الزيارة البابوية، فإن أفضل ما يمكن أن يتوقعه العراقيون من الزيارة هو وصول أفواج الحجاج المسيح الى بيت النبي إبراهيم في ناصرية العراق.

  حقيقة قد تكون هذه واحدة من نتائج الزيارة المهمة، والتي يجب على الحكومة العراقية إستثمارها على أكمل وجه، من خلال الإهتمام الذي يجب أن توليه لهذه المحافظة التي تضم مهد الديانة الإبراهيمية، ناهيك عن كونها تضم طبيعة رائعة والمتمثلة بالأهوار الممتدة ما بين محافظات ميسان والكوت، حيث من المتوقع أن يكون أعداد الزائرين لهذه المواقع يتجاوز العشرة مليون سائح سنويا، أي ما يقدر بأكثر من عشرة مليار دولار سنويا، الأمر الذي من شأنه تغيير الواقع الخدمي والإجتماعي لهذه المحافظات.

   المحور الأساس في الزيارة والذي لم يتطرق له أحد، هو لقاء نيافة البابا فرنسيس مع سيد النجف الأشرف المرجع الشيعي علي السيستاني، وبحسب علمنا فإن البابا على إطلاع بالدور الذي لعبه مرجع الطائفة الشيعية في وأد الفتنة التي كادت أن تذهب بالعراق الى حرب طائفية عندما قامت عصابات القاعدة الإرهابية بتفجير مرقدي الإمامين العسكريين المقدسين لدى الشيعة في قضاء سامراء، كما أن نيافته على دراية بالدور الذي لعبه السيد علي السيستاني في إيقاف تقدم عصابات داعش ومنعها من الإقتراب لبغداد عام 2014 عندما أصدر فتوى الجهاد الكفائي، بالإضافة الى ما يقوم به من دور في تقريب وجهات النظر بين الشركاء في العملية السياسية الديمقراطية في العراق، مع ما يشوبها من مد وجزر بين هذه الأطراف.

  قد يتصور البعض أن اللقاء سيكون بين الرجلين بروتوكوليا، حتى أن بعضهم ذهب للتندر عما يمكن أن يقدمه كل منهما للأخر، وينسى أن هذين الشخصين يحملان هموم الناس التي تقلدهما.

  لقاء هاتين الشخصيتين في هذا الوقت الذي يمر به العالم، الذي تعصف به رياح شتى ليس أقلها خطورة وباء كورونا، بالإضافة الى التحدي الكبير والمتمثل بعصابات داعش التكفيرية، والتي لم تستثنِ أحدا بغض النظر عن لونه وجنسه وديانته، فطالما أنه لا يعتقد بما تعتقد به هذه العصابات التكفيرية، فإنه هدف لسلاحهم ومقاصلهم التي يقطعون بها رؤوس الأبرياء.

عيون المليارات من المؤمنين (المسيحيين والمسلمين) تتجه صوب العراق وما يتمخض عنه اللقاء الأكبر في تاريخ البشرية بين قطبي الديانتين المسيحية والإسلامية في ضرورة توحيد جهود الإنسان لتعمير الأرض التي إستخلفنا الباري عز وجل فيها لنعمرها، وضرورة التصدي للأفكار التكفيرية التي لا تريد أن يسود العدل والمساواة بين الناس في مختلف أصقاع الأرض.

ما نأمله حقا من هذه الزيارة التاريخية أن يعود الوئام والسلام على هذه الأرض التي عاش عليها وانطلق منها أغلب الأنبياء للتبشير بأن الأرض يرثها العباد الصالحون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك