المقالات

بإنتظار البابا..!

1292 2021-03-01

 

حمزة مصطفى ||

 

الإستعدادات العراقية إن على المستوى الرسمي أو الشعبي لزيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الى العراق مطلع شهر آذار المقبل يجب أن تقرأ من أكثر زواياها أهمية وهي البعد الديني ـ الحضاري لها, وليس السياسي فقط. فالبابا هو رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها أكثر من مليار نسمة (15% من البشرية) ونحو  (51 % من باقي مكونات الديانة المسيحية). وحيث أن العراق مهد الديانة الإبراهيمية التي هي أم الديانات السماوية الثلاث  الكبرى (اليهودية والمسيحية والإسلام) فإن حلول بابا الفاتيكان ضيفا على العراق, والعراق بلد أولى الحضارات ينطوي على أهمية كبيرة في طريقة فهم العلاقة بين ممثلي الأديان الكبرى ولو في حدها الأدنى.

فالزيارة لن يترتب عليها حوار حضاري أو  ثقافي ماعدا ما قيل أن اللقاء الذي سيجمع البابا مع السيد السيستاني سوف ينجم عنه توقيع وثيقة. لكن نفي مكتب المرجعية العليا في النجف أن اللقاء لن يتضمن توقيع وثيقة, كما أن الفاتيكان لم تعلن هي الأخرى وجود ترتيبات من هذا النوع, فإن اللقاء يبقى رمزيا بين الإثنين. وفي كل الأحوال هو مهم لأنه من الناحية العملية اللقاء الأول بين رأس الكنيسة الكاثوليكية وبين المرجع الأعلى للشيعة في العراق والعالم, في وقت كان البابا الحالي والذي سبقه عقد أكثر من لقاء مع مشيخة الأزهر التي تمثل السنة في  العالم.

بين هذا وذاك فإن ماينبغي الألتفات اليه أن العراقيين جميعا من كل الأديان والمذاهب والقوميات عبروا عن إهتمام عالي المستوى بهذه الزيارة. هذا الإهتمام الرسمي والشعبي يعكس أولا ترحيب العراقيين  بهذا الضيف الكبير مما يبدد كل الأقاويل والتخرصات بشأن إضطهاد المسيحيين في العراق. وإذا كان هناك من يتحدث عن وقائع فإن من يقوم بذلك هو جهات متطرفة أوغلت في دم المسلمين العراقيين سنة وشيعة أكثر ربما من المسيحيين. ويعكس ثانيا رغبة عارمة لدى الجميع في أن يتم تسليط الأضواء على أهم المواقع الدينية والتراثية والأثرية الموغلة في  القدم والتي تثبت بالدليل القاطع قدم الحضارة العراقية وعلويتها على ماعداها من إدعاءات. ولعل زيارة البابا وماسوف يرافقها من تغطية إعلامية عالمية سوف تضع العراق بقوة على الخريطة بوصفه الممثل الأول للبشرية دينيا وحضاريا وعمرانيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك