المقالات

إصبع  على الجرح..الإعلام والإجتماع الطارئ..!

1768 2021-02-21

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

يبدو واضحا للعيان مدى التأثير الفاعل للإعلام في مجريات الأحداث للحد الذي جعله يحتل المرتبة الأخطر والأكبر في إستراتيجيات الحروب  والصراعات على مستوى العالم . لا اريد أن اسهب في الشواهد التأريخية والآنية لما جرى في مناطق مختلفة في بعض الدول بالوطن العربي او دول أخرى ولنأتي على العراق وما جرى منذ سقوط الصنم في نيسان 2003 حتى يومنا هذا وما يجري الآن من أحداث وصراع بين جهات معلومة تأخذ من الإعلام سلاحا لها في الدفاع والهجوم  في تغير القناعات وقلب الحقائق  وخلق الرأي العام مع استشراء الفساد في العملية السياسية  وطغيان مافايات الفسادين من رؤساء كتل سياسية شيعية وسنية وكردية .

 لقد صار بحكم اليقين إن العراق تعرض لهجمة اعلامية معادية تبنتها المنظومة السياسية العربية بالتناغم مع ادواتها في الشارع العراقي . الخطاب الإعلامي المعادي للعراق لم يتوقف بل تغيرت مدياته وتعددت الأساليب فيه إبتداءا من اصدار فتاوي التكفير المعلنه والدعوة والتحريض لقتل ابناء الشعب العراقي على اساس طائفي وركوب موجة المقاومة (الشريفة) ومرورا بإضفاء التصنيف العرقي لمكونات الشعب العراقي والدفع للفتنة والتحريض وصولا الى الترويج لكل ما يضعف هيبة الدولة ويضرب صميم وحدتها وما كان اخيرا على سبيل المثال لا الحصر من سلسلة لقاءات رغد بنت المجرم المقبور في قناة العربية.

لا يختلف إثنان من ذوي العقل والبصيرة ان الإعلام وليس غيره كان المحرك الأول لمظاهرات تشرين التي استمرت اكثر من عام ولا زالت في بعض مناطق الجنوب والتي اثمرت للقائمين عليها وصول الكاظمي لرئاسة الحكومة.

لقد لعب السوشيال ميديا والإعلام المحلي والعربي دورا أساسيا في مجريات تلك المظاهرات حتى تساوى فيها الثائر والداعر والشريف والوضيع وضاعت دماء الشهداء مع فوضى المأجورين والمؤدلجين والمجرمين الذين تجاوزوا على مقدرات الدولة وثوابت الأخلاق والشهداء القادة في الحشد ومراجع الدين.

 الصفحة الثانية والتي بدأت ملامحها منذ عدة شهور هي العمل الإعلامي المبرمج تعمل على شيطنة الرموز المعتبرة والدلالات السامية من كل ما يحمل صفة القداسة والإحترام والوقار بما فيهم فصائل المقاومة في الحشد الشعبي الى الشخصيات الوطنية التي تتمتع بالنزاهة والحزم والقوة على ندرتها مع الترويج لأرباب الفساد والنفاق والمنافقين مستثمرين اتساع حالة الجهل والفوضى في المجتمع العراقي الذي يتحرك البعض منه في العقل الجمعي على قاعدة (على حس الطبل خفّن يا رجليّه) وكما وصفهم الإمام علي (ع) همج رعاع ينعقون مع كل ناعق يميلون حيثما تميل الريح .

 علينا ان نعترف بخطورة المرحلة وخطورة سلاح الإعلام الموجه ضد العراق تأريخا وحاضرا ومستقبلا وبأيدي مهنية ومحترفة مدعوما من قبل جهات خارجية وداخلية.

 لذلك ندعوا الى إجتماع طارئ وعاجل لقيادات ومسؤولي الإعلام الوطني  العراقي ولإعلام المقاوم للوصول الى برنامج ممنهج ومدروس بعناية وسياقات عمل متفق عليها ترتقي لمستوى مواجهة الإعلام المعادي وتوحيد الكلمة بعيدا عن الإنزواء الذاتي وبقاء البعض تحت طائلة (كل يغني على ليلاه ).

هي دعوة جادّة وصادقة وعاجلة فالوضع اخطر من خطير وينبئ بما بلا يحمد عقباه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك