المقالات

سنجار..المنازلة القادمة..!

1822 2021-02-16

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

على نهج الخيانه المرسوم بدقة متناهيه , دخلت جحافل الجيش التركي مدججة بكل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية , الى حدود مدينة سنجار العراقية , رافقها قصف كثيف على جبل كاره في محافظة دهوك , في محاولة للتغطية على الدخول الغاشم لهذه المدينة التي عبدت شوارعها بدماء أبناء العراق من الوسط والجنوب , في أكبر ملحمة بين قوى الظلام الدعشي وبين أبناء الفتوى المباركة . السؤال هنا , ماذا يريد ( أمير المؤمنين ) أردوغان من هذا الأقتحام المروع للمدينة  ؟؟

المتابع للسياسة الأمريكية في الشأن العراقي , يجد أن ديدن واشنطن , وأرقها الدائم هو الحشد الشعبي ، الذي أفشل كثير من مخططات واشنطن التي صرفت عليها ملايين الدولارات , من أجل تفتيت وأنهاء الحشد الشعبي في العراق . لكن ذهبت جميع محاولاتها أدراج الرياح , وذلك لرصانة المنظومة الحشدية , وصدقية رجالها الذين عاهدو الله والشعب العراقي بالتصدي لأي محاولة من شأنها المساس بالأرض العراقية , وأيذاء الشعب العراقي . يبدو هناك تنسيق عالً بين أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية بشأن الدخول التركي المسلح للأراضي العراقية , وتحديدا مدينة سنجار ! وبعلم وموافقة حكومة أقليم الشمال العراقي , وعلم الحكومة الأتحادية أيضا . فما هو السيناريو القادم  ؟؟

مجموعة أهداف سياسية تكمن وراء هذا المخطط الأستكباري , أولها وأهمها هو قطع طريق الحرير العابر لمدينة سنجار بأتجاه الحدود العراقية التركية . رغم أن طريق الحرير أذا تم فأن ( الجارة ) تركيا ستكون أول المستفيدين منه , فلماذا تقطع هذا الشريان الحيوي ؟

نعتقد هناك هبات قد أعطيت لتركيا , وضمانات كبيره من أجل الضغط على المنظومة الأوربية , بدخول تركيا حلف الناتو , والذي تتعمد البلدان الأوربية بعدم أدخال تركيا في الحلف نتيجة الخلاف الكبير بينها وبين قبرص من جهة , وبينها وبين اليونان من جهة أخرى , مع ضمانات أمريكية بعودة الترسيم البحري بين تركيا واليونان .

والهدف الآخر هو الضغط على الداخل العراقي , وأستفزاز الرأي العام العراقي من أجل أخراج قوات حزب العمال التركي , والذي يتخذ من شمال العراق ملاذا آمنا له , وهذا ما عجزت عنه الآلة الحربية التركية منذ دخول الحزب الى اليوم .  لذا يعتبر هذا الهدف بحد ذاته مكافئه كبرى لأروغان وجيشه . فضلاً عن ذلك هناك أطماع تركية في شمال العراق ، وقد صرحت القنوات الدبلوماسية بذلك في أكثر من مناسبة ، ومن الممكن العودة الى تعديل أتفاقية لوزان ، والرجوع مره أخرى الى بسط يد تركيا على المدن العراقية في شمال العراق ، كما كان في العهد العثماني ،مثل الموصل وكركوك .

  يبدو هناك هدف ستراتيجي آخر تعمل عليه المخابرات الأمريكية يكمن بجر الحشد الشعبي لمواجهة مفتوحة مع القوات التركية الغازية , وبمعزل عن الدعم الحكومي العراقي , والذي يعتبر قطب هذه المحاولة الخبيثة , علما أن الحشد الشعبي منضوي تحت المنظومة العسكرية  للقائد العام للقوات المسلحة العراقية . فما الذي سيحدث  في حال قامت القوات التركية والأمريكية بأستدراج الحشد الشعبي الى مواجهه مفتوحه ؟ قطعاً سيعود عبد الزهره ، وكاظم وعبد الحسين الى الألتحاق الفوري للقطعات العسكرية للحرب ضد الغزو الأمريكي - التركي ، وكما هي العادة سيتابع ( شركائنا في الوطن ) صور أبنائنا مقطعة من خلال شاشات التلفزة ، وربما سيحزنون لبشاعة المنظر وهم يدخنون أراكيلهم في أحد الكوفيهات !

نعتقد اليوم بات من الضروري أن يكون هناك ضغط سياسي لزعماء المكون الشيعي ، على المفصل الحكومي ، بأخراج القوات الأمريكية من العراق ، وفي حال أمتناعها يجب على الكتل البرلمانية  المطالبة الفورية بتفعيل أتفاقيتهم المزعومة   بالدفاع عن العراق فيما  أذا تعرض لعدوان خارجي ، واليوم تركيا تقتحم العراق بأبشع صور الأقتحام ، فلتحرك واشنطن ساكناً أمام  هذا الأعتداء السافر  . وألا  ما هو سبب تواجدها غير ذلك العذر الواهي . 

لنترك الخوض في موضوع عودة ( البطة ) جانباً ، ولنترك تويتر وتغريداته ، فا المستهدف المكون بأكمله ، ومن يقف خلفه .

 

الأثنين  ١٥ / ٢ / ٢٠٢١

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك