المقالات

فضائيات ألاحزاب وأحزاب تشرين

1326 2021-02-15

 

زيد نجم الدين ||

 

لا أبالغ اذا قلت ان معظم الفضائيات العراقية في الحقيقه تمثل واجهات اعلامية لتيارات و احزاب سياسية معروفه من قبل الشعب العراقي ، و عاده ما تمول هذه الفضائيات من واردات الاحزاب التي تجنيها من مكتسباتها و مصالحها التي تغتنمها من طاولة التحاصص المشؤومه ، و يوم بعد اخر بدأت هذه الفضائيات تساهم في صناعة الرأي العام من خلال ما تغطي من فعاليات و ما تطرح من محتوى اعلامي يخص الشأن العام العراقي ، و لان هذه الفضائيات كانت و مازالت تمول من احزاب و شخصيات سياسيه معروفه فبالمقابل تعكس هذه المحطات في محتواها رأي و توجهات الحزب المالك او الممول.

في تظاهرات تشرين الاخيره ، لم يقتصر عمل هذه الفضائيات على دعم حركة الاحتجاج فقط بل حفزتها و هذا ليس لكون الاحزاب الفاسده التي تقف وراء هذه الفضائيات كانت خارج دائرة اتهامات تشرين لها بالفساد و سوء استغلال المسؤولية والسلطه ، بل لكون هذه الاحزاب تحاول ان تستثمر احتجاجات تشرين من خلال اعادة توجيهها للنيل من خصومها السياسيين مستغلة بذلك فضائياتها و منصاتها الاعلاميه التي جندتها لهذا الغرض.

اليوم و بعد ان تمخض عن احتجاجات تشرين احزاب و تيارات سياسيه تحمل يافطة تشرين و وبعد ان عبرت عن نيتها خوض السباق الانتخابي كبديل سياسي للاحزاب التقليديه ، بدأت هذه الفضائيات ومن خلفها الاحزاب المموله تتحسس رغبة الاحزاب التشرينيه و مدى ميولها لتقبل فكرة التحالف معها ، لكن  بعد ان بدأ بعض ممثلي احزاب تشرين التصريح بعدم رغبتهم التحالف مع اي من الاحزاب السياسية التقليديه السابقه ، بدأت هذه الاحزاب التي كانت داعمه لتشرين الحراك تحارب و تشاكس تشرين الاحزاب و المشروع السياسي ، وذلك من خلال  تلك الفضائيات المأجوره و ما تبثه من محتوى خبيث ، و ربما  الامر لا ينتهي بهذا القدر فحسب ، فكيف اذا اعلنت احزاب تشرين عن رغبتها تغيير شكل النظام من خلال تعديل الدستور بالشكل الذي يمنح صندوق الانتخابات القول الفصل في تعيين رئيس السلطة التنفيذية والمحافظين و هذا ما لا يحبذه الكثير من رواد العملية السياسية لما فيه من تحجيم لارادتهم و دورهم في رسم شكل الحكومه ، ايضا ، كيف اذا بددت العناوين المزيفه كزعيم المكون و ممثل المكون و استحقاق المكون و مرشح المكون و الى اخره من بدع و اعراف كانت تستغلها الاحزاب التقليديه للحفاظ على مكتسباتها الحزبيه ، تأمل!.

ومما أوردنا اعلاه يبقى السؤال قائم ، هل هذه الاحزاب التشرينيه الشابه قادره على احداث فارق مهم  في وسط سياسي يسوده المتلونون و الانتهازيون و ينتعش فيه المال السياسي و الكسب الغير مشروع ، ام انها ستكون حلقه جديده من حلقات الفشل السياسي في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك