المقالات

قيدُ الانتصار دماءُ الحكيم..!

1116 2021-02-14

 

أمل هاني الياسري ||

 

عرس وطني وبطاقات معايدة يتبادلها أبناء الوطن، لشهيدهم يوم استشهاده في محراب جده أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فروح العراق، واعتداله، وحكمته كلها تعانق اسم الشهيد السعيد، السيد محمد باقر الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، وتسير معه الى جنات الخلد، نعم كل هذا الحب، لأولئك الذين يتخطون المسافات، حيث طافت ذرات جسده الطاهر بين طيات السماء، لتعلن ولادته مع الصديقين في عليين، وحسن أولئك رفيقا.

الأول من رجب توضأ بدم الحكيم، فكان قيد الإنتصار، ومفتاح التغيير المنشود، إنها الحياة الأبدية بعد الموت الظاهري، والعطاء الذي لا حدود لهن فتداعيات غياب شهيد المحراب، غير موجودة على أرض الواقع، فهو نور متجدد مع كل أول رجب يهل علينا، لندرك أن هذا اليوم، يمثل جواز سفر الى الخلود والكرامة، فأبواب المحراب مشرعة، نسجت قصة آل الحكيم، وتسرد الدمع بين جدران الصحن العلوي الشريف.

لقد أكد الشهيد الحكيم (رضوانه تعالى عليه) مراراً، وتكراراً على ترسيخ السلم المجتمعي، والوحدة الوطنية، والإستقلال، وتعميق الوئام بين أبناء الوطن الواحد، ودعم مسار إنتخاب حكومة عراقية مستقلة، بعيدة عن الضغوط الخارجية الإقليمية والدولية، وهذا ما إستشعرت قوى الإستكبار العالمي خطورته، فإمتدت يدها الغادرة لتنال من شخصه، لكنها هيهات أن تنال من فكره وحكمته، فبات يوم رحيله يوماً للشهيد العراقي وبكل فخر وإقتدار.

لقد مُنِحَ الحكيم أجنحة نورانية ليطير في السماء، لكنه ترك خيوط عمامته؛ لتكون جذوراً حكيمية راسخة، في بناء دولة عصرية موحدة، تقوده جماعة صالحة، مؤمنة بأن العراق واحد لا يتجزأ، مهما عظمت التحديات وجالت الصعاب، وأنه عندما استشهد في محراب العبادة، فإن ذلك يعني إختياراً وإختباراً؛ ليحظى بالرضوان الإلهي، ويضمن لنفسه الجنة، ولمشروعه البقاء، فكانت فرصة الكمال متاحة، وقد إقتنصها السيد محمد باقر الحكيم ليفوز بالحُسنيين.

الحديث عن الأول من رجب، يخرج من حنايا القلوب، ليلهمنا الدروس والعِبر، لمواجهة التحديات الراهنة، والتي تعطينا زخماً معنوياً ووطنياً للنهوض بواقع عراقنا، حيث أبجديات شهيد المحراب في الدفاع عن بلدنا، وتحقيق الأمن والإستقرار، والسيادة الوطنية، وبناء دولة العدالة والمساواة، والحرية، على يد رجال الإعتدال والوسطية، ففرحة المناصب نعيم يفنى، لكن رفاهية الوطن والمواطن لذة تبقى.

سلاماً لك أيها الشهيد السعيد، لقد إستوطنتَ قلوب المجاهدين والشرفاء في كل العالم، فأنت رمز وعنوان للمقاومة والجهاد، ولولا أنك بهذا الحجم لما طالتكَ أياديهم الآثمة، ورغم أن الكرب قد إشتد، لكن الأول من رجب هو يوم صبرنا وفخرنا، وموضع إعتزازنا أينما كنا وحيثما حللنا، لأن عطر محرابك العبق بدمك الطاهر، كان وسيظل سر بقائنا، وسمو منهجنا، ولن تبدده الأيام و( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك