المقالات

الدول بين البقاء والفناء..!

1724 2021-02-08

 

كندي الزهيري ||

 

 التوازن كل شيء في هذه الدنيا والسماء خلق ضمن نظام متزن غير قابل إلى الخلل،  وأن هذا الاتزان يضمن دوام استمرار ذلك النظام بشكل دائم وسليم،  وربما أبصر صورة على ذلك هو حركة الإنسان،  حيث تكون اليد مع القدم متناسقين أي اليد اليمنى مع القدم اليسرى،  وهذا النظام البسيط أي خلل فيه سيعطي صورة مشوه غير مرغوب فيها. 

 كذلك بناء الدولة،  وتشكيل نظام سياسي ( حكومي)،  يجب أن يكون ضمن حدود ونظام متزن بين الشعب والقانون والحكومة،  وهذا يعطي زخم ودوام مع الحرص على ضرورة الالتزام في التوازن بإدارة الحكم،  مما يساعد على طول عمر ذلك النظام. 

 لكن هذا التوازن مشروط بعوامل كثيرة،  منها؛  الحكمة في الإدارة،  وعدم التسرع في الأحكام،  من ثم سياسة تتبع فن مصلحة الشعب وليس مصلحة الحاكم،  وكذلك قانون يمنع أي تحرك لتدمير هذا النظام. 

 إن ما يجري في كل دولة،  هو الظلم والفساد والخراب،  وتقديم مصلحة الحاكم وحاشيته على مصلحة الشعب والفقراء،  وهذا يسرع بنهاية تلك الدولة وتدميرها وربما اندثارها تماما. 

 وإن هذا الاختلاف سيجعل الأمور تسير نحوا الطريق مظلم لا نور فيه،  وسيعطي نتيجة كارثية وضرر يلحق بكل مفصل من مفاصل الدولة ومؤسساتها الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية،  فتصبح غلاف خاوي لا لب فيه. 

 فكل ما كان الفساد يسير بشكل مستمر،  تكون الساعة تعد للإعلان عن نهاية تلك الدولة. 

 ولا يخفى بأن العراق تعرض إلى أشد أنواع الحكم فسادا،  على كافة مستويات،  وعلى  كافة المؤسسات،  مما جعلها فاقدة للصدق بنظر الشعب،  وبالأخص ذلك الفساد المنهج الذي قادة حزب البعث،  وأكمله الأمريكيين من خلال تدخلهم بشكل مباشر بعمل هذه المؤسسات أو عن طريق إيعاز إلى وكلائهم،  الذين لم يخفوا جهد في سبيل كسر العراق وشعبة،  ومنع تنوع الاقتصاد العراقي وسياسته والوقوف بوجه التنمية التي كان ينتظرها الشارع العراقي. 

 فكل حكوماته السابقة والحالية وربما المستقبلية،  تبنى على أساس ولاءات للدول وتنفيذ مشاريع المحاصصة،  وليس النظر وتطبيق القوانين التي تخص العراق وشعبة المظلوم. 

 إن دولة إذ بقية تسير بهذا المنهاج ولا تستطيع كسر يد التخريب والفساد،  ولا توقف نخر أجهزتها تكون عاجزة تماما على مواجهة التحديات المقبلة الداخلية،  إن ما ستبقى ضعيفة متناحرة غير متزنة ولا طائعة بأي حال من الأحوال إلى تطلعات هذه الأمة المبتلة بهكذا قادة،  ليسوا بالمستوى الذي يصبر ويجاهد من أجل مواطنيه. 

 وإن الصبر شيمة هذا الشعب،  لكن أن نفذ سيكون هناك رأي آخر قد يجر العراق أما لفوضى لا تنتهي أو إلى تقسيم لا سامح الله. 

 فهل يسمع ويعقل السياسي العراقي ويخلق توازن في إدارة البلد ويرفع مستوى الخدمي له،  أم سيبقى أسير التهديدات الصهيوأمريكي والمال السحت والنفس الأمارة وتقديم مصلحته  على مصلحة الشعب والفقراء؟ ؟ ؟ . . .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك