المقالات

الأكراد والموازنة ومنجم ذهب القشامر..!

1428 2021-02-04

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

منذ أن تشكلت الدولة العراقية، بنسختها الفيدرالية الجديدة بعد زوال نظام القهر الصدامي، وشمال العراق يتمتع بوضع شاذ في تصنيفات إنشاء الدول، فهو أكثر من أقليم وأقل بقليل من دولة، وبالحقيقة هو أقرب الى دولة مستقلة منه الى أقليم، فضلا عن أن الدولة العراقية ذاتها ليس لها من صفات الدولة الفيدرالية إلا أسمها، فهي بالواقع مكونة من حكومة مركزية منزلتها منزلة أقليم، أتحد معه أقليم شمال العراق إتحادا إنتفاعيا، وليس إتحادا مصيريا..

الأكراد عموما والمسؤولين منهم على وجه الخصوص يأنفون من أن يوصفون بأنهم عراقيون، وحتى إذا قبلوا بجزء من هذا التوصيف، فإنهم يسبقون أسمائهم بإنتمائهم الأثني، فيقولون أنهم كرد عراقيين، وليسوا عراقيين كرد.!

سنويا وحينما يحين تصديق الموازنات من قبل البرلمان، يستثمر الإنتفاعيين الأكراد المناسبة، لمزيد من عمليات حلب حكومة بغداد، غير عابئين بالضائقة الإقتصادية التي يمر بها العراق والعالم، فيقومون بإستعراضات إعلامية يلوحون فيها بالإنفصال، فهل هم حقا راغبين بالإنفصال وهل يمكنهم ذلك؟!

الحقيقة التي يجب أن نقف عندها بمسؤولية، هي أن "وضع" الحكم الكردي، قد بلغ سن الرشد، فها هم يدخلون عامهم الثامن عشر؛ من وضع شبه الإستقلال بعد زوال نظام صدام، سبقتها إثنتا عشر سنة من إستقلال تام عن نظام صدام، أي أن عمر شبه الدولة الكردية بلغ ثلاثين سنة، وهي ليست قليلة في قياسات تشكل الدول، فلماذا لا يعلن الأكراد دولتهم المستقلة وينتهي الأمر، أم أن في بقائهم مع العراق فيه مصلحة لهم؟!

الأكراد أنشأوا دولة كاملة لا ينقصها سوى الإعلان الرسمي، ويوم يعلنون دولتهم، سيجدون كثير من دول العالم تعترف بهم كدولة مستقلة، لا سيما أنهم أقاموا علاقات دبلوماسية منفصلة؛ مع معظم الدول التي للعراق تمثيل دبلوماسي معها، وبالتأكيد فإن إسرائيل ستكون الدولة الأولى التي تعترف بالمملكة الكردية، وبملكها المتوج منذ ثلاثين عاما؛ جلالة العاهل الكردي مسعود بارزاني..

لكن مع ذلك فإن الأكراد ليسوا مستعجلين من أمرهم، فضرع العراق لم يجف بعد، وهم مستمرين في بناء مقومات مملكتهم، بالأموال العراقية فقط، أما الناتج القومي لمنطقتهم، فهو ملكهم وحدهم ولا يرفدون الموازنة السنوية الإتحادية؛ بدينار واحد قط منذ 2003 ولحد هذه الساعة، وسيستمر الحال الى قيام الساعة..الساعة التي نقصدها هي ساعة قيام المملكة الكردية، التي لن ترى النور في أمد منظور، ليس لأنهم غير قادرين، بل لأنهم لن يجدوا وضعا افضل من الوضع القائم، وهو وضع دولة تأكل من أكتاف دولة أخرى!

ولكي يستمر هذا الوضع؛ فإن الساسة الأكراد يتعاطون بذكاء خارق مع حكومة بغداد، التي لا تستحق وصف الحكومة المركزية، لأن وضعها وضع أقليم متحد مع أقليم كردستان؛ وهم يلوحون بالإنفصال كلما كانت هنالك إستحقاقات سياسية أو أقتصادية، فضلا عن رعايتهم العلنية للإرهاب ولأعداء العملية السياسية، فاربيل باتت الملاذ الآمن لكثير من أعداء العراق، فضلا عن كونها مرتع خصب؛ لنشاطات العديد من أجهزة المخابرات الدولية، وفي مقدمتها المخابرات الأسرائلية.

ثم أن الساسة الأكراد يعلمون جيدا؛ أن ليس هناك حق للانفصال في القانون الدولي، وجميع القوانين الأوروبية والدولية لا تدعم الانفصال..نعم أن القانون الدولي يضمن للشعوب تقرير مصيرها، ولكنه يضمن للدول وحدة أراضيها أيضا، وفي القانون الدولي ليس هناك حق للانفصال؛ ما لم يتفق الطرفان عليه، وهذا ما ينطبق على الحالة الكردية، وبالتالي فإن الانفصاليين الأكراد يعرفون أن لديهم أوراق سيئة، قانونياً وسياسياً.

كلام قبل السلام: على حكومة إقليم بغداد  دعوة الأكراد، الى الشروع فورا بمفاوضات لمنحهم إستقلال كامل، ومن المؤكد أن الأكراد سيرفضون مثل هذه الدعوة بشكل قاطع، لأنهم سيخسرون منجم الذهب مال القشامر..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك