المقالات

الحشد الشعبي..بين حقد الاعداء وخذلان الاصدقاء

1630 2021-02-03

 

حافظ آل بشارة ||

 

اصبح الحشد الشعبي المصد المتقدم الذي يواجه هجمات الاعداء ويسقطها ، يقدم الشهداء والجرحى ولا يدركه تعب ولا جزع ، لأنه خلاصة تأريخ من الصراع بين ارادة الحياة والحرية مقابل ارادة الشر والعدوان ، الحشد صنعته العقيدة الصالحة وليس اعتبارات الصراع السياسي ، صنعته العقيدة التي كتب لها الخلود لأنها تخضبت بدماء مقدسة دماء الأئمة الابرار وذراريهم وانصارهم عبر التأريخ ، عقيدة الاسلام تترسخ كلما بذلت لأجلها الدماء فالاستشهاد قرين العقيدة الحقة ، اما العقائد الباطلة فلا تزيدها كثرة الدماء الا سقوطا وزهوقا ، العقيدة الحقة ملهمة للاجيال من الاخيار اما العقيدة الباطلة فهي ملهمة للاشرار وشذاذ الآفاق ، لذا كانت عقيدة الحشد الشعبي وحواضنه هي عقيدة التشيع والجهاد والاصلاح والانتظار المهدوي ، وكانت عقيدة اعداءهم هي عقيدة الطلقاء والطواغيت ونهج التكفير وفتاوى الابادة .

الهجمات الداعشية التي يتعرض لها الحشد الشعبي دون غيره من مكونات القوات المسلحة رسالة واضحة تقول ان الحشد هو العدو الاوحد وهو المستهدف ، وفي مواقع ديالى وغيرها يرابط الحشد الشعبي في مواضع تفتقر الى التحصينات ، ويفتقر في دفاعاته الى الاسناد الجوي والبري ، ولا يملك العجلات اللازمة بمواصفاتها الدفاعية ، ولا الاسلحة التي ترقى الى مستوى التهديد ، لذا فعندما تكون مواقع الحشد اهدافا واهنة امام هجمات العصابات الداعشية فمن المتوقع ان يقع بين مقاتليه المزيد من الشهداء والجرحى .

يجب على القيادة العامة اعادة النظر بخططها الدفاعية والهجومية ، وتجديد سياقات العمل بالشكل الذي ينسجم مع التحول في تحركات عصابات داعش واساليبها الجديدة ، وتطوير التسليح والاستمكان الالكتروني والاستخبارات ذات الحضور الميداني ، والاستفادة من تعاون الاهالي الشرفاء في المناطق المحررة الذين يقدمون معلومات متواصلة عن العدو ، وتطوير الاسناد الجوي ، فحين يغير العدو خططه فيجب على المقابل ان يستحدث خططا قادرة على احتواء العدو وافشال هجماته ، ثم الانتقال من الدفاع الى الهجوم ، يجب ان تكون هناك تدابير فعالة لتحييد الخلايا النائمة والحواضن والتعامل معها بحزم ، يجب استحداث صيغ اكثر تأثيرا في ردع عصابات داعش وتحركاته.

ليس من مصلحة العراق ولا من مصلحة النظام السياسي القائم اضعاف الحشد الشعبي ، واذا كان هناك من يخاف اميركا ويريد تنفيذ رغبتها في اضعاف الحشد او حله فهذا يعني انهم يحولون انفسهم الى جنود للاحتلال ، وانهم يقابلون اهل الايمان والايثار بالخذلان والخيانة ، وهنا لن يتراجع الشرفاء  عن اعلان انفسهم حركة مقاومة لتحرير العراق من الاحتلال واذرعه ، عند ذلك تكون الامور قد وصلت الى طريق اللاعودة ، لذا ينبغي التعامل مع الحشد على قدم المساواة مع بقية مكونات القوات المسلحة ، ومنحه وسائل الدفاع الفعالة ووسائل الهجوم وتهيئته كقوة نخبة متكاملة بكل مستلزماتها الحربية .

 

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك