المقالات

نأسف لخدمتكم يسعدنا إزعاجكم..!

2048 2021-01-13

 

قيس النجم ||

 

(يرى الطغاة، أن صنع سجن كبير للشعب أمر سهل، معتقدين أنه المكان الوحيد لضمان جبروتهم، غير مدركين لحقيقة كبرى وهي طاقة السجين الحر التي لا تنضب أبداً، تمثل سر خلوده في الحياة والممات، ويكتسب الدرجة القطعية في الولاء والعقيدة للوطن)، خصوصاً مع تناغمها لمبادئ القضية الإنسانية العظيمة، وهي كرامته وحقه في العيش الكريم.

ليس كل ما تراه أنت، يكون بالضرورة مقبولاً عند الآخرين، وهذا أمر طبيعي، لكن هل سينطبق الأمر نفسه على الحكومة العراقية وهي تعيش الفوضى السياسية الراهنة؟!

الإصلاح الحقيقي قلناه، ونعيده ألف مرة عسى أن يفهموا معناه، وهو التغيير الجذري للوجوه الفاسدة، ومحاسبتها، وهدم الدولة العميقة التي أسسوها، من قبل زمرة الفاسدين، حين تسنموا مناصب، بدءاً من مدير عام، وهيئات مستقلة، الى وكيل وزير، فصنعوا عصابات منظمة وحيتان لسرقة أموال الشعب، وأصبحوا بنياناً مرصوصاً أسه المال الحرام، أحدهم يحمي الآخر ويتستر عليه، فعند محاسبتهم سيتهدم بنيانهم، وتُقص أجنحة الأحزاب، والوزراء الفاسدين، وستكون الوزارة نقمة عليهم وليس نعمة.

حكومة الكاظمي نموذج غريب ليست ككل الحكومات السابقة، إنها تحارب الفساد ولكن بطريقة العقاب للشعب، وكأن البسطاء من عامة الناس هم الفاسدون، والأقوال تأتي عارية عن الصحة والصدق، في حال عدم تغيير الوضع، من الضراء الى السراء، بيد أن ما شهده العراق، في الوقت الحالي وهو يسير من السيء الى الأسوء، ثم الأكثر سوءاً، فالذي حصده العراق هو استقطاع مرتقب للرواتب عن جميع الفئات الكادحة، والتلاعب بسعر الدولار ورفعه دون مراعاة وضع الفقير، وتأثيره على الأسعار للسلع الاستهلاكية التي تمس حياة المواطن بكل تفاصيله، وانقطاع شبه مستمر للمنظومة الكهربائية، كأننا عدنا الى أول شهور العام (2003) والكيل بمكيالين في ساحات التظاهرة، وفقدان الأمن والإغتيالات والخطف.

سؤال كبير بحجم مصيبتنا: ماذا قدمت حكومتنا وماذا ستقدم حكومتنا في ظل هذه الفوضى المخزية؟ وهل هو تمهيد جديد من قبل الحكومة لعودة الفاسدين مرة أخرى للسلطة؟ على "حكومتنا" أن تعي إن الحقد الأسود يملأ قلوب ساسة الفساد، رغم سرقاتهم على حساب راحة الوطن، وصرخاتنا تحمل في باطنها ألم لا يطاق، ولا نملك اليوم سوى أوجاعنا، ومعاناتنا، وأحلامنا فلا تقتلوها بمؤامراتكم الخبيثة.

عندما تؤذن الأرض بالفجيعة، وتجدها مغلوبة على أمرها، فلا بد لها من رجال تحيي إرثها، وتشحذ هممها، وتطالب بمستقبلها المجهول، الذي عبثت به أجندات الفاشلين، والخونة، والسراق من حكومات لا تعرف معنى الديمقراطية، حيث الشعب يعيش كابوساً حقيقياً ومرعباً.

ختاماً: منذ أول حكومة بعد تغيير(2003) كتبوا لافته كبيرة كتب عليها " نأسف لخدمتكم يسعدنا إزعاجكم" وقد توارثتها جميع الحكومات حتى وصلت الى الكاظمي، وما زلنا نتأمل ان تأتي حكومة الأحلام من رحم معاناتنا.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك