المقالات

تغيير اسس العلاقة بين الموظف والمواطن


 

محمد توفيق علاوي||

 

هنالك خلل اساسي في العلاقة بين الموظف والمواطن، يجب ان تتغير هذه العلاقة سواء كان الموظف بمستوى رئيس جمهورية او رئيس وزراء او عضو مجلس نواب او اي موظف حكومي، حيث يجب ان يكون كل مسؤول هو خادم للشعب وليس العكس، ولا يجوز ان تكون مثل هذه المقولات مجرد اقوال تستخدمها الاحزاب السياسية لكسب تأييد المواطنين والحصول على اصواتهم في الانتخابات ولكن يجب ان تتحول هذه المفاهيم إلى حقائق تطبق على ارض الواقع كما هو الحال في الكثير من الدول المتقدمة، ففي الدول المتقدمة يتم تعيين شركات من قبل الحكومة لمراقبة أداء مؤسسات الدولة ولتقييم عمل موظفي القطاع العام مع المواطنين ويتم محاسبة موظفي الدولة استناداً إلى هذا التقييم.

موارد البلد من النفط وغيرها هي موارد للشعب العراقي وملك للمواطن، لذلك فالراتب الذي يستلمه الموظف مهما كانت درجته هو حق المواطن يدفعه للمسؤول والموظف من اجل خدمة المواطن ومن هذا المنطلق يجب تغيير اسس التعامل بين الحاكم والمحكوم، فعلى سبيل المثال وليس الحصر على جميع الوزراء او من يمثلهم من وكلاء توفير يوم واحد في الاسبوع لمتابعة شؤون المواطنين، كما يجب في كل اسبوع ان تتم الدعوة لمؤتمر صحفي لإحدى الوزارات يحضرها الوزير والكادر المتقدم في الوزارة لشرح أدائهم وما قدموه من خدمات وتوجه اليهم الاسئلة من الصحفيين والمواطنين ضمن آلية تحدد لذلك، كما يسري هذا الامر على جميع المحافظين وعلى جميع رؤساء الهيئات المستقلة ومن هم بدرجتهم.

كذلك لوضع الاسس الصحيحة في تعامل الموظف مع المواطن يجب ان لا تقتصر مهمته أداء واجبه بإنهاء معاملة المواطن بل يجب ان يتابع المواطن عند انهاء معاملته وليس العكس، كما يجب أيجاد آلية للنظر في شكاوى المواطنين المتعلقة بتقصير اي من الكادر الحكومي بحق اي مواطن.

يجب ان تكون هناك مراجعة كاملة للواقع المعاش ضمن معادلة ان المسؤول مهما علت درجته هو معين من قبل المواطن لخدمة المواطن، والراتب الذي يستلمه يدفع له من المواطن، ضمن هذه المعادلة فإنه من المحرمات ان يتمتع المسؤولين وبالذات الفاسدين منهم بمميزات كبيرة من قصور فخمة وسيارات فارهة وهناك الكثير من المواطنين الذين يعانون شظف العيش في مسكنهم ومأكلهم وملبسهم عاجزين عن تعليم ابنائهم يفتقدون للرعاية الصحية، في حين ان الدولة ومواردها اصبحت غنيمة يتقاسمها افراد الطبقة السياسية الكثير منهم من الفاسدين خلاف اسس الحق والقسط والعدل.

نأمل ان تتحول هذه الافكار إلى واقع وترجع العلاقة بين الموظف والمواطن إلى الوضع الطبيعي فالمسؤول خادم للمواطن وليس العكس، ونأمل ان يتحقق ذلك في المستقبل القريب فيعيش المواطن كريماً في بلده كما ينبغي له، ولا بد ان يتحقق ذلك بمشيئة الله وإرادة الكثير من المخلصين والمحبين لبلدهم من ابناء وطننا العزيز.

8 يناير 2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك