المقالات

إلى سليم الحسني بلا تحية ولا سلام


 

عبد الكاظم حسن الجابري||

 

صاحب الكلمة وحامل الفكر تقع على عاتقه مسؤولية كبرى, تفوق مسؤولية السياسيين والحاكمين والرؤساء, فهو مسؤول عن توعية الناس وتقديم المعلومات وتحليلها لهم بدقة وحيادية كي يفهموا ما يدور من أحداث في أي ساحة تتمحور حولها القضايا.

لذلك فالكاتب المفكر يجب ان يجعل من قلمه مَطِيَّةَ للارتقاء بالمعرفة إلى أعلى مراتبها وهو –الكاتب- ملزم بان ينتهج مسطرة التبليغ المعرفي باستقامة, ودون النظر لتحقيق مصالح شخصية أو فئوية معينة, وأنا أرى إن الكاتب الحقيقي هو من يتجرد عن الأهواء, ويقول الحق وإن ضره وأن يترك الباطل وإن نفعه, وهو منهج شرعي وأخلاقي عظيم.

طلع علينا الكاتب والمفكر سليم الحسنى –القابع في لندن- بسلسلة من المقالات بعنوان إسلاميو السلطة التي هاجم فيها الاسلاميين والمرجعية, ورمى بسهامه كل القادة الشيعة الذين يختلف معهم, واخذ يشرق ويغرب باتهامات لا أساس لها من الصحة, بل راح يقول أبعد من ذلك! وهو تحميل الشيعة بما يحصل من خراب في العراق, وكأن باقي المكونات خالية من الفساد والظلم-رغم أن الحسني والمنتمي لحزب الدعوة سابقا كان شريكا في حكم العراق بعد عام  حينما كان مستشارا للسيد الجعفري وبعدها للسيد المالكي والذي يبدو أنه أبعده لمعرفته بكواليس أفكاره-.

بعد أن أنهى الحسنى سلسلته إسلاميو السلطة تفرغ لضرب المرجعية الدينية في النجف الأشرف ولكونه – كما غيره بقية الكتاب الذين عل شاكلته- لا يستطيع أن يطعن بشخص السيد السيستاني مباشرة لذا انتهج منهج الطعن بمكتب المرجعية والعاملين فيه, وكذلك الطعن الشخصي بسماحة السيد محمد رضا السيستاني محملا إياه دعم الفاسدين حسب ما يدعي الحسني.

الحقيقة إن كل منصف وقريب من أجواء المرجعية يعرف زيف وكذب وبهتان ما يدعيه ويكتبه الحسني, فالسيد محمد رضا السيستاني لا يتدخل بشيء, وكل ما يصدر عن المرجعية من توجيهات هي حصرا من توجيهات السيد المرجع, وليس لمكتبه دخلا فيها سو تنضيدها وطباعتها ونشرها, كما إن السيد محمد رضا بعيد تماما عن التدخل بالتفاصيل السياسة وليس له أي دخلا فيها.

سلوك الحسني هذا هو مكمل لسلوك أعداء العراق وأعداء التشيع, فهو بعمله هذا مشابه لما تقوم به مؤسسات معادية ودوائر استخبارية وتنظيمات تكفيرية ومؤسسات إعلامية بعثية في الطعن بالشيعة والتهجم عليهم.

العيب ليس في الحسني وبما يكتبه لثبوت انه كاذب مفترٍ, ولكن العيب في من يصدق سليم الحسني ويتناقل افكاره ومقالاته, ويأخذها أخذ المسلمات وكأنها حقيقة واقعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك