المقالات

عن ماذا کان یبحث الشهيد الحاج قاسم سليماني في العراق؟!


 

د.مسعود ناجي إدريس ||

 

للجواب عن هذا السؤال يجب السؤال أولا،  أي عراق يصب في مصلحة ومنفعة إيران.

هل العراق غير الآمن، الفقير، المتدهور، المتأخر والمسروق بعيد عن الرفاهية والرخاء ،  هل هذا هو العراق الذي تتمناها إيران بعنوان جار لها أم العراق القوي الذي  يمتلك الاستقلال السياسي والاقتصادي  والثبات الأمني والمتطور وما إلى ذلك ؟

كل عقل واعي يؤيد هذه النظرية بأن أي دولة تمتلك جيران أقوياء لن يجرء الأعداء أن يهجموا عليها،  وأن اتحاد وتعاون وسيادة المحبة والمودة والإخوة بين دول الجوار تتبدل إلى قوة صلبة وناعمة ترفع من وزنهم بین الدول العالمية.

بالإضافة إلى ذلك فأن في المفاهيم الدينية تم الأمر بصورة مكثفة على مراعاة حقوق الجيران،  في بعض المصادر أمرنا الله بمراعاة حقوق سابع جار وفي بعض المصادر الاخرى أربعين جار.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العراقية لديهما كثير من الأمور المشتركة فيما بينهما وهما من ضمن الدول الغنية لذلك اعتبر الأعداء اتحادهما يضر بمصلحتهم ولهذا السبب سعوا إلى التفريق بين هاتين الدولتين الصديقتين والمسلمتين والقضاء على وحدتهم .

هنا تتضح مهمة الشهيد الحاج قاسم سليماني وهنا يجب أن ننظر من هذه النقطة لنتعرف على أسباب وجوده في العراق و ما کان یرید للعراق .

من جهة سعت كل القوى الصلبة والناعمة العالمية إلى إيجاد فتنة وقتل الإخوة وإيجاد اختلاف ونزاع في هذه المنطقة ودمرت كل القيم المتعلقة بالجوار والمعتقدات المقدسة للجمهورية الإسلامية ومن جهة اخرى وضعت جزء كبير من رأس مالها لتهديد أمن ساكنين هاتين المنطقتين.

في مثل هذه الظروف قائد القلوب الذي جاء من الجمهورية الإسلامية للدفاع عن المظلومين ومحاربة الظالمين اعتبر هذه المهمة وظيفته الذاتية ومهمته الوقوف ضد أطماع اعداء الشرق والغرب وصد تعدياتهم.

دخل هذا الشخص إلى ساحة المعركة و بالهام من مدرسة عاشوراء الحسيني وأنصار عاشوراء جاء إلى الدول الطالبة للحرية ليطلق قضية المقاومة.

المقاومة التي تتبدل بعد فترة قصيرة إلى قوة ذكية وفعالة وأصبحت عائق أمام تحركات الأعداء  وأرجعتهم إلى الوراء.  وأيضا في بعض الأحيان هجمت على هيكل الاستكبار بضربات مهلكة لا يمكن إصلاحها وبذلك أجبرتهم على التراجع.

إذا أردنا النظر إلى دور الشهيد قاسم سليماني في المنطقة وفي العراق بطريقة منصفة يجب التعرف على أهداف وخطط الأعداء في هذه المناطق.

يجب علينا أن نعرف لماذا عدونا في سنة ١٩٤٨ ادخل الخلية السرطانية الإسرائيلية إلى هذه المنطقة الحساسة.  يجب معرفة سبب حرب الثمانية سنوات بين هاتين الدولتين الصديقتين والمسلمتين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العراقية.

يجب التعرف على سبب إيجاد النزاع الطائفي بعد سقوط صدام في العراق.  يجب أن نكون مطلعين على الخطة الواسعة للعدو في إيجاد داعش وحمايته عن طريق القوة الصلبة والناعمة.  إذا لم نعرف العدو بشكل جيد ولم نتعرف على عددهم وعدتهم للسيطرة والهيمنة على المنطقة لن نتمكن من فهم دور الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وأمثالهم من شهداء المقاومة.

إذا فهمنا حجم المؤامرة والفتنة وخطة العدو بشكل صحيح ودقيق سنتمكن من الإجابة على السؤال المطروح في بداية المذكرة وعن ماذا بحث الشهيد الحاج قاسم سليماني في العراق.

حذف هذا الشخص من مشهد المقاومة وخصوصا في العراق عن طريق أعداء المنطقة والأعداء الدوليين أوضح جواب للسؤال الذي طرحناه في هذه المذكرة. 

إذا كان هذا الشخص إنسان عادي وغير مؤثر في تقدم وعمران وعزة العراق لن يحذفوه من مشهد المقاومة.

لم يكن هناك سبب لحذفه من الأساس.  إذا لم يكن هذا الشخص باحثا باستمرار عن الاتحاد والانسجام والتقدم بين هاتين الدولتين العراقية والإيرانية لن يقم العدو بحذفه. 

 إذا لم يكن الأمن المتأسس بصورة متينة في المنطقة مرهون بتضحيات وجهاد هذا الشخص لن يتم حذفه.

إنهم رأوا من هذا الشخص أخطر عامل يهدد أهدافهم في المنطقة.  لذلك لم يرحبوا بوجوده وقاموا باغتياله فيزيائيا.  وغفلوا عن أنهم بقتله سوف يحيون مدرسته وتسببوا بأن يتعرف العالم على مدرسة الشهيد سليماني المدرسة الإنسانية وصانع الإنسانية والأمل.

 اليوم وجود مدرسة الحاج قاسم سليماني يهدد عالم الكفر والإلحاد والاستكبار الذي يفكر بالسيطرة والتعدي على الأمة الإسلامية أكثر من وجوده فيزيائيا.  علينا أن نجعل العالم يتعرف على هذه المدرسة العظيمة وعلى المتخرجين من هذه المدرسة الاستمرار بالنهج الذي رسمه هذا الشخص وأن يوجهوا ضرباتهم المهلكة على العدو للقضاء عليه...

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك