المقالات

شهادة بنت الهدى واخيها الصدر  قد) /الاخير / 2

1814 2020-12-24

 

كندي الزهيري ||

 

لم تذهب الشهيدة لتوديع امها، فإن لحظات التوديع مع الام تصعب على الشهيدة وامها، خصوصا وانها تخرج مع هؤلاء الجلاوزة زمرة الشيطان ابناء يزيد والحجاج.

تصف السيدة ( ام جعفر) تلك الحظات الحاسمة والاليمة،

قائلة: لما أرادت الشهيدة الذهاب مع هؤلاء الجناة الكفرة، جئت لتوديعها، واعتنقتها وقرأت في اذنها الآية الكريمة (( ان الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)) وضعت يدي على كتفيها لكي أقرأ لها الآية، كانت الشهيدة منفعلة جدا. وكأنها علمت انها خارجة ودون رجعة، وعرفت انها النهاية.

انه موقف صعب وحرج مما جعلها تفقد سيطرتها على أعصابها، احسست انها تنتفض من شدة الانفعال، فسرى ذلك التأثر ولارتعاش في جسدي وكلما تذكر ذلك الموقف تنتابني تلك الحالة.

بقيت زوجة السيد الصدر وأبناءه وامه ثلاثة أيام بعد اعتقال السيد الصدر. كان السيد الشهيد قد اوصى زوجته قائلا " انتظري ثلاثة أيام ان لم أعد اذهبي إلى اخي السيد اسماعيل في مدينة الكاظمية " .

وفي يوم الثلاثاء المصادف ٢٢جمادي الاول، فقد تم تطويق مدينة النجف بعدد كبير من السيارات ورجال الأمن والشرطة، انتشرت ازلام النظام ورجال المخابرات بالمدينة، كان الجو مشحونا وساد الناس حالة من الوجوم والخوف، والكل يتسأل ، ترى ماذا حدث؟ جاء جلاوزة المجرمين أعداء العلم والإنسانية،  جاؤوا بجثمان السيد الشهيد الصدر بعد الثانية عشر من منتصف الليل، واخذوا معهم احد أقرباء السيد الشهيد هو السيد محمد صادق الصدر( ره) ،والد السيد محمد الصدر ( الشهيد الثاني) وهو رجل مسن أخذوه إلى مبنى المحافظة، واخبروه بإصدار حكم الإعدام علي السيد الصدر، بعد ان حذروه بأن يكف عن التصدي للنظام ولكنه لم يستجب لهم فلذا أصدروا عليه حكم الإعدام رميا بالرصاص.. !!!

فبكى السيد محمد صادق ولطم وجهه وقال لهم متسائلا " أأصدرتم عليه حكم الإعدام"!؟ ، اجابوه انك رجل عاقل ومتفهم ولقد حذرناه وبقى مصرا على موقفه.

ولذا نفذ فيه حكم الاعدام... فاجهش السيد محمد صادق بالبكاء ووقع عليه الخبر كنزول الصاعقة، وكانه لم يكن يصدق الخبر واصر على رؤيته، ونظر إلى ذلك الوجه السمح المشرق، الذي لم يذعن للظلم ولم يرضخ للضيم ولم يسجد الا الله واحد القهار.

كانت اثار التعذيب بادية على وجهه الشريف وهو مثخن بالجراح وقد احرقوا لحيته الشريفة ورأى موضع الرصاص من رأسه.

قائلين له انه تم تغسيله وتكفينه ( قدس سره) . طلب السيد محمد صادق ان يصلي على جثمان المرجع السيد الشهيد.

بعد ان صلى على السيد الشهيد، عصبوا عينه وذهبوا به إلى وادي السلام، وتم دفن الجثمان الطاهر للسيد الشهيد وأخته الشهيدة المظلومة بنت الهدى ( رضوان الله عليهما) ....

ومن خطابات الشهيد الصدر للشعب العراقي في شهر شعبان في ايام المحن، قال " واني اعلم ان هذه الشروط ستكلفني غاليا، وقد تكلفني حياتي،  واني قد صممت على الشهادة وان ابواب الجنة فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب لنا النصر"...

اليوم نشاهد من يمجد بالطاغية بعدما كان  يتمنى الخلاص منه ، ومن الأجيال التي لم تعاصر تلك الأحداث  ، عليها أن تقرأ وتبحث عن الحقيقة  .

هؤلاء علمائنا  رسموا لنا بدمائهم طريق المستقبل الأجيال القادمة،  جميعنا مسؤولين عن سطور التاريخ  ،وواجب التصدي لكل محاولات التحريف  وقولبة الأحداث.

السؤال قد نستطيع اليوم ان نجيب عليه  ،او قد نسمعه من الاجيال القادمة.

هل سيبقى الطاغية مجرم ظالم  ام سيكون بطل  ومغوار  ،كما وصلنا من التاريخ حول مجرمين في العصور القديمة الذين أصبحوا ابطال واصبح الضحية مجرم؟

هذا الأمر  تحقيقه من عدمه  واقع بأيدينا نحن....

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك