المقالات

مآسي ومحن رافقتنا

1394 2020-12-06

 

خالد القيسي ||

 

عجز العراقيون طوال تاريخ نشوء دولتهم عن اقامة حكم رشيد ، يصنع حياة حقيقية في مناخ ملائم وارضية صالحة فيها أمن وسلام وعيش مرفه، تبدل حياتهم الشائكة والمعقدة التي يتداخل فيها الحرق والقتل لسنين فقدت معانيها لفترة أكثر من قرن ، واغلبها نفعي ومصلحي عاشت فيها الناس الاجواء الغير مستقرة ومنفرة لأجيال عديدة  آباء وأبناء .

أكتب والحزن في صدري أكتمه على مآسي ومحن مرت بهذا البلد من تقلبات سياسية  وما عاناه المواطن من ثلاثي الفقر والمرض والجهل وشظف العيش فترة العهد الملكي المفروض من الخارج  ، وبعد انتظار طويل نجحت ثورة تموز 1958بنزاهة مفجرها انقاذ البلد من ملكية مستوردة وبراثن استعماربريطاني الى جمهوري بشر بعهد جديد،  فخُذلت الامة برحيله بعد اربع سنوات نجاح في الخروج من حلف بغداد وتحديد شركات النفط وتقليص سيطرة الاقطاع ومنحها للفلاح وبناء دور للعمال والطبقة المتوسطة وبناء مساكن للضباط في ناطق راقية من بغداد ، ونتج عنها ما هو  أخطر عندما خيم حكم الظلم والظالمين والقتلة على صدر البلاد.

وبعد طوفان سنين من التقلبات ، جائت العقلية القروية البائسة  مع من حكم هذه الارض ، بالمقابر الجماعية ، والانفال وحرب ثمان سنوات حصدت الاخضر واليابس ، فصدم بها االرأي العام العالمي لهذه الوحشية المتدنية واللاإنسانية ، وفي كل تلك الفترة لم يكن معنى ومعرفة لحقوق الانسان ولا يذكر احد سجلات الاجرام ولا يستطيع احد ينكرها ، الا بعد التغيير في  2003 انكشفت وهذه احدى حسناته.

مجتمع مر بأزمات موروثة ، نزاعات عشائرية ، تخلف  ثقافي مستمد من جهل تنشره بعض من اوساط دينية ، اكمله داعش الذي لا يمثل الاسلام في مقولة أو سلوك ، وهناك من يدافع عنه وإحتضنه وناصره وآواه ، تسانده  الفتوى الشاذه في جهاد النكاح من َمن يدعي الاسلام ، والافتاء من وجوه كالحة لدفع شلة متحجرة العقول للانتحار وقتل الابرياء في ساحة العراق وسوريا وغيرها من بلاد العرب دون ان تقترب من حدود الصهاينة ، لم تغير افكارها باسلام معاصر ومتطلباته المستجدة ، وترى نصوصها صالحة لكل مكان وزمان رغم جرائمها المدبرة تقع تحت سمعها وبصرها وترفع راية الله اكبر والاسلام ، وجلها ظواهر سيئة متفاقمة رافق المجتمع ودمرته، ناهيك عن الحروب العبثية التي خلفت دمار شامل  وجعلت البلاد قاعاً صفصافاً.

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك