المقالات

مآسي ومحن رافقتنا

1547 2020-12-06

 

خالد القيسي ||

 

عجز العراقيون طوال تاريخ نشوء دولتهم عن اقامة حكم رشيد ، يصنع حياة حقيقية في مناخ ملائم وارضية صالحة فيها أمن وسلام وعيش مرفه، تبدل حياتهم الشائكة والمعقدة التي يتداخل فيها الحرق والقتل لسنين فقدت معانيها لفترة أكثر من قرن ، واغلبها نفعي ومصلحي عاشت فيها الناس الاجواء الغير مستقرة ومنفرة لأجيال عديدة  آباء وأبناء .

أكتب والحزن في صدري أكتمه على مآسي ومحن مرت بهذا البلد من تقلبات سياسية  وما عاناه المواطن من ثلاثي الفقر والمرض والجهل وشظف العيش فترة العهد الملكي المفروض من الخارج  ، وبعد انتظار طويل نجحت ثورة تموز 1958بنزاهة مفجرها انقاذ البلد من ملكية مستوردة وبراثن استعماربريطاني الى جمهوري بشر بعهد جديد،  فخُذلت الامة برحيله بعد اربع سنوات نجاح في الخروج من حلف بغداد وتحديد شركات النفط وتقليص سيطرة الاقطاع ومنحها للفلاح وبناء دور للعمال والطبقة المتوسطة وبناء مساكن للضباط في ناطق راقية من بغداد ، ونتج عنها ما هو  أخطر عندما خيم حكم الظلم والظالمين والقتلة على صدر البلاد.

وبعد طوفان سنين من التقلبات ، جائت العقلية القروية البائسة  مع من حكم هذه الارض ، بالمقابر الجماعية ، والانفال وحرب ثمان سنوات حصدت الاخضر واليابس ، فصدم بها االرأي العام العالمي لهذه الوحشية المتدنية واللاإنسانية ، وفي كل تلك الفترة لم يكن معنى ومعرفة لحقوق الانسان ولا يذكر احد سجلات الاجرام ولا يستطيع احد ينكرها ، الا بعد التغيير في  2003 انكشفت وهذه احدى حسناته.

مجتمع مر بأزمات موروثة ، نزاعات عشائرية ، تخلف  ثقافي مستمد من جهل تنشره بعض من اوساط دينية ، اكمله داعش الذي لا يمثل الاسلام في مقولة أو سلوك ، وهناك من يدافع عنه وإحتضنه وناصره وآواه ، تسانده  الفتوى الشاذه في جهاد النكاح من َمن يدعي الاسلام ، والافتاء من وجوه كالحة لدفع شلة متحجرة العقول للانتحار وقتل الابرياء في ساحة العراق وسوريا وغيرها من بلاد العرب دون ان تقترب من حدود الصهاينة ، لم تغير افكارها باسلام معاصر ومتطلباته المستجدة ، وترى نصوصها صالحة لكل مكان وزمان رغم جرائمها المدبرة تقع تحت سمعها وبصرها وترفع راية الله اكبر والاسلام ، وجلها ظواهر سيئة متفاقمة رافق المجتمع ودمرته، ناهيك عن الحروب العبثية التي خلفت دمار شامل  وجعلت البلاد قاعاً صفصافاً.

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك