المقالات

الميثاق العقائدي 

1694 2020-12-05

  قاسم الغراوي ||   منذ سقوط النظام السابق ومع تعاقب السلطات التي حكمت كان التوافق حاكما على الدستور بحيث أحجم مفهوم الكتلة الأكبر التي تتحمل مسؤولية وجودها من أهميتها ضمن القيم الديمقراطية والدستورية ومع نهاية كل انتخابات تبرز هذه المشكلة. جميع المكونات فاقدة الثقة فيما بينها وبين قادتها وحتى في التجمع أو الائتلاف الواحد بدليل أننا نقرأ أو نتابع غالبا لقاءات واجتماعات بعد خلافات  تدعو لميثاق شرف وهذا ناتج لفقدان المصداقية وغياب الثقة في التعامل بين الاطراف . البيت الشيعي تشظى ولايمكن لملمة بقاياه ولكل كتلة رؤيتها وتوجهاتها ونوع العلاقة مع بقية الأطراف والغالبية تبحث عن وجودها ومصالحها ومكاتبها  واعتقد الصورة واضحة في شخوص العملية السياسية التي اقحموا فيها القتلة والارهابيين إلى مستويات متقدمة في المسؤوليات ومركز القرار. ومع هذا التشظي فقدت القاعدة الشعبية ثقتها بقادتها لأنها لم تقدم لهم شيئآ  أو تهتم بمحافظاتهم فكانت التظاهرات المطالبة بالحقوق. رغم أن التيار الصدري يعد قاعدة عريضة وملتزم بقيادة السيد الصدر إلا أن الانشقاقات وملفات الفساد  أخذت الكثير من جرفه وظهور تشكيلات لتجمعات جديدة تعلن استقلاليتها عن التيار الصدري مع اقتراب موعد الانتخابات لعدم ثقتها بوعود الإصلاح التي نادى بها السيد مقتدى الصدر مع بقائها على تقليد السيد محمد صادق الصدر  مع فكرة الاصلاح العقائدي الذي يريده سماحة السيد مقتدى الصدر إلا ان المجتمع يعاني من انحلال عقائدي كبير  وواضح ولايمكن معالجته بعد هذه التصدعات بسهوله مع التدخلات الخارجية على الخط.   كتب السيد مقتدى الصدر تغريدة يطالب فيها القوى الشيعية بوحدة الصف وإعلان ميثاق شرف عقائدي للدفاع عن الإسلام ومذهب اهل البيت عليهم السلام ومواجهة من أسماهم بالصبيان الذين لا ورع لهم ولادين .. وهو يقصد بذلك عصابات الجوكر التشرينية ..   السيد مقتدى الصدر هو الذي روج للخطاب العلماني المدني وغرس في رؤوس أتباعه مفاهيمه تحت شعارات (الوطنية ) وضم لتياره العلمانيين والشيوعيين حتى بات (بعض ) من أتباعه يقعون في شباك الأفكار المعادية للإسلام وللتشيع ويتحولوا الى أواني يتم تفريغ كل الأفكار المسمومة التي تبثها مواقع وصفحات وفضائيات المنظومة الإعلامية   والتي بدأت أعراض سمومها تظهر في جسد التيار الصدري ، لذا فإن الخلافات واضحة بين الشباب التشريني وشباب التيار الصدري وكم من المواجهات والتصادمات حصلت بينهما . لا أعتقد ان السيد مقتدى الصدر قادر لان  يقود العراق نحو الإصلاح ويقضي على الفساد ولا الكتل السياسية تمنحه الثقة في ذلك وتقدمه عليها مع تصريحه بأنه سيحصد اصوات الأغلبية في الانتخابات ويشكل الحكومة بقيادة التيار . تغيرات كثيرة وانشقاقات كبيرة ولعنة الفساد تلاحق الغالبية من القادة والتدخلات الدولية ستؤثر حتما على نتائج الانتخابات مع منافسة قوية للشباب وفقدان ثقة القاعدة الشعبية بقادة الأحزاب الكهول وماالت اليه الامور سترسم خارطة جديدة يفقد فيها الشيعة السلطة التنفيذية في الوقت الذي تبقى حصة الاكراد في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان للسنة خط احمر لا يمكن تجاوزه مع مشاركتهم في السلطة التنفيذية. دعوة السيد مقتدى الصدر لهذا الميثاق مرتبط بما يطمح له بعد نتائج الانتخابات على أن لايبتعد عن قادة الأحزاب السياسية الشيعية في محاولة لإعادة العلاقات بعد أن مرت بفتور بفعل المواقف القلقة التي أساءت لهؤلاء وأحوالهم ومعتقداتهم وأفكارهم من قبل تصريحات ومواقف التيار الصدري.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك