المقالات

فقدان الثقة وانهيارها

1268 2020-12-03

 

قاسم الغراوي ||

 

   فقدان الثقة كمصطلح ومفردة ليست جديدة، فغالبا ماتذكر في ادبيات علوم السياسة، وقد اشارت لها الأمم المتحدة في مؤتمرها حول "بناء الثقة في الحكومة" في فيينا العام 2006، معتبرة انها نتاج "التوافق في الآراء بين أفراد المجتمع والنخب السياسية التي تتصدر المشهد السياسي والسلطة حول الأولويات في البرامج، ونمط الإدارة الحكومية، والتفاعل الإيجابي بين المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية".  

أسباب فقدان "الثقة السياسية" هو ديمومة الأزمة وتفاقمها وإستمرارها دون حلها  بين النخبة والمحتجين، بسبب تراكمات المحنة التي تبقى مفتوحة على كافة الاحتمالات لذا تتولد فقدان الثقة بالطبقة السياسية التي فقدت مسوغات ديمومتها من خلال فشلها في بناء جسر الثقة مع الجماهير.

ان المحاصصة السياسية والطائفية، فضلا عن الفساد، واضمحلال الدور المؤسسي للدولة، مع تعاقب الحكومات واستشعار الفرد بانها غير قادرة على استيعاب طموحاته مهد لفقدان هذه الثقة فكانت في وادي والجماهير في وادي اخر ومما زاد الطين بلة هي التحديات التي واجهت الحكومة في تصديها لداعش  الإرهابي الذي شغلها عن أداء واجباتها تجاه الشعب.

لايمكن تجاوز الأزمة الا من خلال استرداد الثقة السياسية ، وبناء هذه الثقة مهددة بسبب أسلوب توزيع الثروة، ورأس المال الاجتماعي.

تقطع الجسور بين النخبة الحاكمة والشعب

حينما تكون الطبقة السياسية والاقتصادية غير قادرة على الإدارة او انها مشغولة في تعزيز مصالحها وأهدافها.

وتعود "الثقة السياسية" حينما يدرك الفرد، ان برامج الحكومة تلمس الحاجات المجتمعية، وتستجيب لها. والا فإن الفجوة والخلاف هما الخط الفاصل بين السلطة والجماهير التي تختار الاتجاه المعاكس لتوجهات الحكومة والتي لاتلبي المتطلبات الشرعية التي كفلها الدستور.

ان "الثقة السياسية" هي المبدأ في الاستقرار فهي تؤسس للعلاقة بين الوعود والتنفيذ، باستجابة صاحب القرار (الحكومة) لحاجات المواطنين (الشعب) وان تبتعد السلطة بتوزيع المغانم لاصحاب الوظائف السياسية والحزبية الرفيعة فتتحقق العدالة الاجتماعية وتستمر الثقة السياسية بين الحاكم والمحكوم.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك