المقالات

لماذا تروج إسرائيل بأن إيران لن ترد؟!

1805 2020-12-01

  د.علي الطويل||   انتشرت في اليومين الأخيرين تقارير صحفية واخبارية تتطابق في أهدافها وان اختلفت بعض مضامينها، وتتحدث هذه التقارير عن تفاصيل عملية الاغتيال التي نفذتها الأيادي الإسرائيلية للعالم الإيراني فخري زاده في إحدى ضواحي  طهران العاصمة، وهذه وجاء في مضامين هذه التقارير الخبرية  تهويلا كبيرا وتضخيما لامكانيات المنفذين للعملية، مما يجعل المتابع  يعيش في جو من الأفلام الهوليودية عبر سيناريوهات محبكة بشكل قصصي متين لتوهم القارئ وتجعله يصدق تلك الروايات بدون عناء البحث والتدقيق، فقد تحدثت إحدى هذه القصص وورد فيها وكأنها عن لسان السلطات الإيرانية ولكن محتواها يجر ذهن القارئ بعيدا عن الحادثة ذاتها وإنما إلى بطولة وسيطرة وتمكن القائمين على العملية ومنفذيها، وهي الرسالة الأهم التي أريد لها أن تمر في ذهن المتلقي دون أن يشعر بذلك، وكذلك حملت مضامينها بأن إيران غير قادرة على الرد في الوقت الحاضر لأسباب متعددة داخلية وخارجية،   والذي يتابع ويدقق في محتوى هذه التقارير والصفحات والمواقع التي روجت لها، سوف يكتشف بما لايقبل الشك بأن إسرائيل هي مصدر تلك الأخبار والتقارير وأنها قد صنعت في مصانعها الإعلامية ، ولعل من المهم أن نورد بعض الأهداف وراء تلك التقارير : 1.ان هذه التقارير تقع ضمن إطار الحرب النفسية التي تبعت عملية الاغتيال،  والهدف منها واضح وهو التهويل والتخويف عبر الإيحاء بالبطولة واستخدام التقنيات العالية  التي لاتمتلكها إيران، والتشكيك بامكانيات  ايران الاستخباراتية وقدراتها على الرد ، اومحاولة جرها لرد غير مدروس. 2. استثمار الصمت الإيراني والمعلومات المحددة القليلة  والتي أعلنتها السلطات الإيرانية،  والهادفة إلى عدم كشف حيثيات التحقيق لأجل الانتهاء منه  وكشف ملابسات الحدث، وكشف الجهات التي تقف ورائه والجهات المساعدة في عملية الاغتيال والتي تتطلب السرية، جعل الإسرائيليين يستغلون ذلك لتمرير حربهم النفسية. 3. جائت هذه التقارير الخبرية ذات البعد النفسي  للضغط على الحكومة الإيرانية لكي تدفعها لاتخاذ موقف أو على الأقل إيضاح ماتوي فعله، ودفعها  لفعل متعجل وغير مدروس وبالتالي تخسر عنصر السرية والنتائج المرجوة من ردة الفعل فيما لو جائت بشكل مدروس بالزمان  والمكان المناسبين.  4.استثمار الضغط الشعبي على الحكومة الإيرانية  للثأر من القتلة للتقليل من إمكانية السلطات بالرد  اولا، والأحياء بقوة من قام بالعملية وكل ذلك له أبعاد نفسية على الخصم الإيراني وهي رسالة موجهة للشعب وللحكومة.  5.ان إسرائيل الخائفة والمتوجسة والمترقبة لردة الفعل الإيرانية تريد اقناع الرأي العام الداخلي والخارجي بأنها لازالت هي المتفوقة وهي التي تمتلك زمام المبادرة في الشرق الإوسط وأنها لازالت المتسيدة تكنولوجيا وعسكريا ومخابراتيا.  6.اتت هذه التقارير بعد الإشارة إلى سراىيل بأصابع الاتهام من قبل السلطات الإيرانية بأنها من يقف وراء عملية الاغتيال. وبذلك تريد الإيحاء بأنها أقوى مما تتوقعه إيران  والهدف هو تخويف الخصم في حال وجه ردات فعله تجاهها أو جعلها هدفا لضربات.  ان الإيراني بطبعه المشهور بطول صبره، ولايختلف في ذلك القائد والسياسي والعسكري والفرد العادي _ فالصبر صفة إيرانية بامتياز_فان هذه الصفة جعلت من الإيرانيين يقومون بأعمالهم بشكل غير متوتر ولامتعجل ولا متهور ومقرونة بالحكمة والعلمية، والعدو يعرف ذلك ومتيقن منه، ويعلم كذلك مقدار الوجع الذي سوف يأتيه جراء هذا الصبر وهذه الحكمة، وهو على بينة تامة أن الإيرانيين عندما يقررون فإنهم سينفذون ولا يمكن لأي ظرف أن يوقف قرارهم، وخاصة في المسائل التي فيها كرامة وطنية أو حق يطلبونه، لذلك يلجأ أعدائهم دوما إلى الحروب النفسية والمعنوية علها تقلل من وطئة مايشعرون به من خوف وترقب 1/12/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك