المقالات

صورة من الطف...!

1939 2020-11-19

 

كندي الزهيري||

 

جميعنا سمع وقرأ عن واقعت الطف،  وما حدث فيها  من صور المقاومة وعدم الاستسلام للعدوا الذي كان كثير العدد والعدة،  اخرج لنا الأمام الحسين عليه السلام  صورة لكل فئة عمرية  ،صور لنا  حجم التضحية من أجل الانسانية،  من الرجل المسن إلى الرجل البالغ إلى الشاب اليافع الى الطفل الرضيع  ، كنما يقول المقاومة لا تعتمد على العمر  انما هي فطرة سليمة التي ترفض الذل.

في ٢٠١٤ م انتجت لنا الطف صورة أخرى من عجائب التضحية وهي ( الحشد الشعبي) الذي خرج من اجل رد العايل وفك أسر العراق من يد الخوارج الجدد، بعد ان باع ارضه وعرضه  جاء الحشد الشعبي بهتف( للموصل نطب نبني كنائسها وهوسة لمريم العذراء نهوسها واليزيدية بعزم عباس نحرسها الشريفة شلون جف داعش يدنسها) ،تلك الحدباء اعتدلت وعاد  ربيعيها، وتلك الكنائس عمرة وعادة اجراسها تقرع من جديد،  ومريم العذراء منكم تشكر يا ولد الطف وأخوت زينب عليها السلام، واليزيدية عادت حرة بغيرة العباس الي بصدوركم تحملوه،  وجف داعش انقطع وبكم  اصبحت دار امينة .

في ٢٠١٤ م انتجت لنا الطف صورة  عنوانها  (الزهور تقاوم)   الشهيد الذي خالف القانون العراقي ،هذا الفتى اعلن ان الجهاد يبدأ  حين يولد الإنسان  وليس  عند بلوغ سن التكليف،  لا تخدعكم ملامحه الجميلة  فقد ارتكب جريمة وخالف قوانين الدولة العراقية وزور وثيقة رسمية ، زور هوية الاحوال المدنية بتغير تاريخ ميلاده من 1999 الى 1997 ليصبح بالغاً لسن الرشد والتحق بالحشد الشعبي  اسم الشهيد ( عباس جاسم منصور الموسوي) ،مدينة السكن البصرة ،مواليد الشهيد ١٩٩٩م هذا ما كتب  في الوثائق الدولة التي لا تعد شيء امام عزيمة هذا الشاب  ،لكن في وثيقة الطف والإنسانية  فإن عمرة  بعمر الكون ، الانه  طلب وبحث عن  الخلود فعرف مساره.  القت ملائكة الرحمن القبض عليه فجرا في الفلوجة وحملته بأجنحتها والتحق بعلي الاكبر ابن الحسين في الفردوس الاعلى.

هذه صورتان مقارنة بباقي الصور التي انتجتها (ملحمة الخلود)، معلنة ان اساس الإنسانية  ان يخرج الإنسان من صورة  الماديات  إلى صورة التكامل  ،بعيدا عن أرقام  العمر،  فالإنسان  يقاس  في الشدائد  والأزمات  هناك فقط  ستظهر طينته.

السؤول محير  ولغز يصعب حل؛ ما سر واقعت الطف حتى جعلت  من الطفل الى الكاهل  يتسابق  في ميدان الشهادة؟ ماذا زرعت  في  انفسهم  حتى جعلتهم  ثوريين لا يجاملون ولا يتفاوضون  مع الظالم؟

ما هذه من واقعه  وما سرها ؟ .

لا اجد جواب  سوى، أن واقعت الطف كالشمس تنير ظلمت الأيام،  وتحيي بنفوسنا  دفئ والأمان، عبر العصور فكل جيل  يتجلى بصورة من صورها ...

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك