المقالات

السياسة في العراق فيها ( إنّ ) !!!

1991 2020-11-14

 

زيد الحسن ||

 

( الموضوع فيه إنّ ) درج العرب من المشرق الى المغرب على استعمال هذه الجملة كلما تعلق الامر بموضوع فيه شك او خلاف او سوء نية ، يقال ان اصل العبارة يرجع الى مدينة حلب والى امير فطن اسمه علي بن منقذ ، كان تابعاً للملك محمود بن مرداس ، و وقع بينهما خلاف ، فطن الامير الى ان الملك يدبر لقتله ، ففر من حلب الى دمشق ، استدعى الملك كاتبه وامره بكتابة رسالة الى الامير علي بن منقذ يطمئنه و يدعوه للعودة الى حلب ، شعر الكاتب ان الملك ينوي الغدر بالامير فختم الرسالة بعبارة ( إنَّ ) شاء الله تعالى بتشديد النون ، لما قرأ الامير الرسالة وقف متعجباً عند ذلك الخطأ في نهايتها فهو يعرف حذاقة الكاتب و مهارته ، لكنه ادرك فوراً ان الكاتب يحذره من شيء ما حين شدد تلك النون ، ولم يلبث ان فطن الى قوله تعالى ؛ ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ، فما كان من الامير الا ان بعث رد يشكر الملك افضاله على فائق ثقته به ، وختمها بعبارة ( أنّا الخادم المقر بالإنعام ، بتشديد النون ، ايضاً قرأها الكاتب وادرك ان الامير يبلغه انه قد تنبه الى تحذيره المبطن .

السياسة في العراق فيها من ( إنّ ) مشددة الكثير الكثير في كل اروقتها بل منذ تأسيس البرلمان الى يومنا هذا ، وضعت الاف ( إنّ ) في قرارات ما انزل الله بها من سلطان ، فلنتحدث عن اواخر هذه الشكوك التي تحتاج الى إنّ من الوزن الثقيل .

التظاهرات في قيامها فيها ( إنّ ) وفي انحراف مسارها و توجهها ايضاً ( إنّ ) ومن الوزن الثقيل ، واخرى في طريقة اخمادها وانتهاء شعلتها بعد هذا الكم الهائل من الدماء .

تأخير رواتب المتقاعدين والموظفين وجعل الشارع يعيش حالة من القلق مع تصريحات متناقضة من رجالات القرار بشأن الرواتب ايضاً فيها ( إنّ ) مشددة التشديد كله .

الغاء كل الاتفاقيات بعد عقدها مع جميع الدول باستثناء الاتفاقية الامريكية فيها ( إنّ ) من نوع خاص عطره عمالة وخيانة ، عقد اتفاقيات عربية غير مفهومة ولا تنفع الصالح العام ايضاً فيها ( إنّ ) كبيرة .

طريقة التعامل مع اقليم كردستان وفق طريقة المد والجزر ايضاً لها ( إن ) ، الاصرار على غلق المصانع والمعامل والاعتماد على الاستيراد ، استيراد سيارات ذات مواصفات رديئة و وووو والافعال كثيرة من هذا النمط ايضاً تحتاج الى وقفة مع ( إنّ ) .

لن اكون قد ظلمتهم لو قلت كل السياسة في العراق فيها إنّ فلقد اصبح السياسي في العراق تاجراً في القمة ومن اصحاب الاموال والعقارات داخل وخارج البلاد ، والمواطن الى الهاوية وهذه الـ ( إنَّ ) صغيرة جداً ، فهل ياترى هؤلاء الذين  اوصلوا العراق الى الهاوية هم ذاك الملك ، ولم يجدوا في العراق اميراً او رجلاً واحداً يكشف تلك الكلمة ذات الحرفين ، ( اننا ) لفي شك كبير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك