المقالات

إصبع على الجرح..كان شارع المتنبي ...

1466 2020-11-07

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

كان شارع المتنبي ولزمن قريب مصداق للحالة العراقية الأبرز والأرقى على المستوى الثقافي بما يمثله من إرث معرفي في الذاكرة البغدادية وما كان عليه ولم يزل واحة عراقية متميزة تجمع أعلام الحرف ورواد اكلمة من الأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين فضلا عن كونه سوق مفتوحة للزاد المعرفي للكتاب الذي لم يفارقه حتى في زمن البعث الهدام حيث يجد الباحث والقاريء ما يريد ملقيا على الرصيف او مخفيا بين رفوف المكتبات عند بعض الثقاة .

 مقهى الشاهبندر والمنتدى الثقافي البغدادي والمطابع والمكتبات والقاعات المفتوحة للجميع وفضاء الحرية الذي يخيم على الجميع وسوق السراي وكبة ابو علي ومفردات تستوطن الذاكرة في كل زاوية منه ؛ لم تعد كما كانت ولم يعد شارع المتنبي كما كان بعد إن امتدت اليه زواحف المأزومين والشواذ وأوساخ السياسة وفساد الفاسدين وأشباه المثقفين .

 شارع المتنبي الذي كان يمثل الملتقى الدائم لكبار الأدباء والكتاب والمثقفين والشخصيات الوطنية صار اليوم مرتعا للكثير من الهمج الرعاع التي لا تتوانى عن التجاوز على من شائت وكيفما شائت , كاتبا كان او أديبا أو شخصية وطنية حيث لا رادع لهم  ولا رقيب .

لم تعد الحرية التي كنّا نتمتع بها في هذا الشارع كما كانت للتعبير وابداء الرأي وقول الكلمة الهادفة بمنتهى الرقي والتحضر  . نعم الحرية اليوم في شارع المتنبي يمارسها البعض من ذوي الوجوه الكالحة بأفواه نابحة بين نعيق ونهيق في وسط الشارع وفي المقهى حيث الألفاظ الهابطة ركن من اركان حريتهم والتطاول على المثقف والوطني  حق من حقوقهم .

 صار شارع الثقافة اليوم مكان لا يصلح للمثقفين فعلى المثقف أن يتوقع انه سيتعرض للإهانة من أنصار الجريذي واصدقاء الجرو . صار شارع الأدب يشكل خطرا على الأدباء جراء التجاوز عليهم من قطعان غير المؤدبين . نعم لقد صار شارع الكلمة والمعرفة غير مؤهل لإحتواء أصحاب الكلمة الحرة والموقف النبيل بعد أن تفشى وباء الجهل فوق ارصفته وفي قاعاته ومقاهيه .

صار من البديهي أن يزدحم الشارع بجماعات من الذين لا يقرأون ولا يكتبون أو هناك من يدخل له من سوق السراي ليأكل (كبايّة) من مطعم ابوعلي ويخرج من الجهة الأخرى ليعلن انه صار ملحدا !!!  .

 في مقالي هذا لا اقصد حصرا وما تالمت له بما حصل الى  اللواء عبد الكريم خلف الذي عرفناه شخصية وطنية وانسان مهني ملتزم وخلوق حيث تطاول عليه نفر تعبان من نفايات الزمن الأغبر لكنني اقول واخساراته .

 لقد صار شارع المتنبي الذي نتباهى به امام العالم حتى انه صار شاخصا ثقافيا سعت محافظاتنا بل والكثير من الدول الى استنساخه والذي  حاول الظلاميون قتله بتفجير دموي قبل عدة سنوات فخاب ظنهم  صاراليوم مرتعا مخيفا لبعض الشواذ وكل من هب ودب يتملقون فيه للفاسدين واللصوص والأمعات ويحقرون كل شخص مهذب او اديب او كاتب كيفما شاءوا  وبالوقت الذي يشاءون . نعم كان شارع المتنبي ...

____________________

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك