المقالات

الملا الذي لايجيد القراءة..!

1642 2020-11-05

 

وليد الطائي ||

 

في الأثر الشعبي كان الملا هو الذي يمثل المدرسة بشكلها الحديث والمعروف الذي تطور كثيرا واخذ شكلا مختلفا وحديثا ودخلت فيه التقنيات المتطورة التي جعلت الطلاب أكتر قدرة علي التعلم والاستيعاب والتقدم في الاداء والمستوى والاهلية للتفوق حيث تغيرت الاساليب والمناهج من تلك البسيطة والساذجة التي يعلمها ويعتمدها الملا الى المعقدة والناضجة.

تاريخ الملا مضحك وطريف وساذج، فقد كان يستخدم بناءا متهالكا، او زاوية في مسجد ويجمع الطلاب ويعلمهم التلاوة وحفظ القرأن واللغة البسيطة والكتابة، وكان يستخدم العصا ويضربهم بقسوة، ولايرحمهم، وكانت اسرهم تدفع له المال مقابل ذلك، وكان هو متفضلا ومتملقا للاغنياء ويبحث عن المنافع ويذهب إليها حيث تكون، ولايدخر جهدا او مكرا إلا إستعمله للوصول الى بغيته.

 ورغم ذلك لم يخرج علماء ومفكرين، وبقي في مستوى متأخر لم يتقدم خطوة بإنتظار أن ينقرض، ويتحول الى ذكرى قديمة.

في زمننا الحالي بقي الملا إسما لشخص او لعائلة، مع إن الملا في الارياف وفي الماضي هو رجل دين بسيط المعرفة، ويكون في عهدة شيوخ العشائر الذين يجلسونه في مجالسهم وله مكانة محدودة، ولكنها فوق مكانة العوام الذين لايدخلون مجالس الشيوخ إلا حين يستدعونهم، بينما يبقى الملا يكذب وينمق الكذب ويقدمه مستعطفا الاغنياء بحثا عن عطاء، ومن لايعطيه فإنه يلفق له الحكايات والتهم الباطلة والمؤذية ليشوه مكانته بين الناس، مدعيا المعرفة والفهم وهو لايفهم إلا القليل.

 يكون الملا مبتزا يهاجم الكبار والذين تقع عليهم مسوولية قيادة المجتمع وبنائه وتحديثه ورعاية حاجات الناس فيه، وهو غير مهتم بذلك ولايعنيه لان مايعنيه في الحقيقة هو الحصول على المال والمكانة دون إلتفات الى الاخلاق والشرف والضمير، فمن يعطيه سكت عنه ومن منع العطاء شتمه وشهر فيه.

 وقد يضرب في جميع الإتجاهات خاصة إذا افلس من المال والجاه والحضور ظنا منه انه يستطيع ان يستفز الكبار الذين عرفهم المجتمع واحبهم واحس معهم بالتغيير والنهوض والحضور والامل في مستقبل مختلف متجاهلا انه لن يهتم له احد ولن يلتفت له مهما صرخ وتكلم ولعب بالالفاظ والشتائم لانه إنتهى وقد تجاوزته المرحلة وبقي مجرد شخص يحاول العودة الى المشهد ولن يعود، ولايستحق ان نقول عنه انه لايجيد قراءة المشهد لأنه لايجيد القراءة أصلا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك