المقالات

حيدر الملا.. مفوض أمن ينًظر  في شؤون الدولة والمجتمع!

1669 2020-11-02

  وليد الطائي||    من مفارقات الزمن العراقي ان كل من هب ودب أصبح منظرا للشأن السياسي، وان كل من لم يثنِ له قدماً عند رجل علم أو مدرسة معتبرة أصبح مفتياً، فسمة هذا الزمان، التنطع والحديث بغير علم، والفتاوى بغير هدى، ولذا أصبحنا من سيء إلى اسوء،  ولم نعد نقوى على مواجهة الانحدار المتناغم مع ضياع الأسس وتهديم منظومة المعايير التي تميز بين الأصيل والدعي، الزائف والحقيقي، الواعي  والاشر .فكل من تهيأت له فرصة الظهور في وسيلة إعلامية ما، ومهما كانت بائسة، أصبح يفتي الناس بالسياسة، ويتحول الى كيسنجر اخر، ينظر ويحلل ويقارب ويقارن وهو لا يعرف كوعه من بوعه!. هذا بالضبط ما يمكن أن نصف به حديث حيدر الملا، الذي يقول عنه من عرفوه انه مجرد مفوض أمن سابق، ينحدر من البصرة، ومن أصول شيعية إخبارية، وقد ساقه حظه أو حظ العراق العاثر ليكون على موعد للدخول في جبهة صالح المطلك ذي الجذور البعثية الذي دخل العملية السياسية من بوابة تمثيل أجندة النظام السابق وترجمة مطالبه وطموحاته في النظام الجديد؛ فكان أن أختار هذا الشاب الذي تنكر لطائفته على الأقل سياسيا وانتمى للسنية السياسية منافحا عنها ومدافعا عن محتواها، وبالتالي عرفه الشارع العراقي بأنه أحد الذين يبنون مجدهم على التناقضات القائمة، فخطابه كان أشد طائفية ممن يمثلهم، وارائه أشد غرابةً ممن وضع نفسه في خدمته؛ وقيل قديما ما تعصب إلا دعي. وبقي الرجل يحاول ويحاول أن يصل إلى مبتغاه، فكان أن تحقق له المراد ودخل مجلس النواب عبر بوابة القائمة العراقية بزعامة علاوي ممثلا عن جبهة المطلك، ولكن بعد عدة أعوام ترك المطلك باتجاه الكربولي جمال، ومن هناك يبدأ رحلة أخرى، وقد اتقن لعبة التناقضات والتحول إلى عراب صفقات مالية واقتصادية وسياسية، وحتى مع إفلاسه السياسي وعدم فوزه في اي منصب؛ إلا أنه بقي ولا يزال يمثل الخطاب الأكثر غرائبيةً والأكثر سخرية؛ كلما أراد أن يعود لدائرة الضوء مجددا، وهو الذي غادرها مرغما بعد ان سأم الشارع خطابه ولعبه المفضوح على أوتار يريد الشارع ان يقطعها للأبد.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك