المقالات

المدمنون على موائد التصحر

1577 2020-10-10

 

خالد القيسي||

 

     لماذا يغلب على أكثرية  الناس هوى النفس ولا تقيم وزنا للآخرين وتخلق عسرة العيش ، وهذا ينطبق على كل مكونات العراق مما زرعوا في طريقنا من خلاف يكون مقبول عندما لا يتحول الى صراع على السلطة ، وكذلك الخلاف المذهبي والقومي مقبول عندما تكون ركائزه الاسلام المحمدي واساسا لاقامة العدل لوطن موحد ، كم غُيبت السنين من عمر البلد بالمنازعات والمشاكل ، وسلم الامر الى طواغيت من ظهر من بين ظهرانينا الذين لا يعيرون هما لما يحدث من اخبار وحوادث ، وعندما دفعنا الثمن كبيرا للخلاص من القهر واصفاد الدكتاتورية ، عادوا بنا الى الظمأ والبلوى وموت سريري بطيء.

زرع الشيطان من شواذ الامة ان تتسلط علينا في زمن طويل سحقنا ، أبدل من فرق متعددة  ، ادائها متعثر ولم تنجز مطالب ملحة ، تطحن الانتماءات وتسيء الى الثقافات ، تقدح وتسيء وتجسد  قرنها في فقر واكراه ، فإمتد الظلم الى ما كان ، وتوقف الزمن عند الحروب التي اهلكت النخيل وخبا الزرع وجرفت المياه الى غير مجراها الطبيعي ، وقتل الانسان وجف الحرث وهزل الحيوان ، وآذان العرب والعالم فيها وقر ولم نسمع منظمة انسانية او غيرها لها صوت ، الا الآن ترفع عقيرتها بتحريك من البلدان الراعية لها ودون انصاف ، فخرج البلد من عاهات قاتلة سياسية ، اقتصادية ، صحية ، وخدمية باركها النسيان

حظنا غريب في هذا الظرف ، سنوات طويلة غائب عنا ونحن نعيش حياة سيئة من تخلف في العلم والانسان ، مجتمعنا متفرق وانتاجيته متردية ان لم نقل صفر ! ، ومسؤولين تصريحات خاوية لا تعالج المشاكل ولاتستغل من ما متوفر من عوامل ايجابية لاحتواء المعضلات بما يرغب الناس ومصلحة البلاد العليا.

نتاجنا بعد ازاحة فترة الفردية والتسلط  الاعمى ، دولة عميقة ومفردات سلبية ظهرت على السطح بما يريد الاعداء تسري في جسد المجتمع ، وهذا ما حصلنا عليه طوال حكم 17 سنة من فوضى واعلام غير مقيد بقانون ، انقسام المجتمع الى فئات تعتبر نفسها غير مسؤولة عن الخراب ، احتجاجات خرجت عن الطريق ، وسلاح منفلت ، عصابات القتل والابتزاز، خزينة خاوية من ايرادات متفرقة الهوى ،وتسلق العابثون والجهلة التي تتمايل مع الطبل لتسحق اضلع وطن غاب عنه النهار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك