المقالات

الحسين "ع" معيار الاصلاح


 

سعيد ياسين موسى ||

 

كنا قبل ٢٠٠٣ عندما نروم الزيارة نتجرد من كل شيئ ونتحول الى ملائكة ونحن في رحاب الحسين تجدنا قمة في التواضع والتعاون التكافل والتسامح والحب والتنازل بيننا عن قدرة لارضاء بعضنا الآخر .

كنا في رحابه نتنفس الحرية ونكتسب القوة والعزم  والإصرار والصبر،نوطن انفسنا بأننا قد لا نعود للمنزل ربما يكون مصيرنا احدى الزنازين الرطبة ،نسير بخط نيسمية لنتجاوز عيون للنظام بين البساتين والطرق الترابية تستقبلنا وجوه متربه مستبشرة بضيوف الحسين تقدم الماء والغذاء والاستراحة السريعة،نعم كنا نستخدم الشعائر في التعبير والاحتجاج  السياسي لان لا مجال لذلك سوى الشعائر والقصيدة الحسينية ،قلتها سابقا في بعض الاحيان كانت المرأة الزينبية اكثر شجاعة من الرجال،يقمن العزاء ونحن الرجال نحمي ونراقب ونوفر الاحتياجات لامهاتنا للاستمرار في اقامة العزاء.

هكذا كنا ،سياسيا لم نجد زاوية للتعبير والاحتجاج غير هذه الشعائر،في التسعينات اصبحنا اكثر جرأة لان حادينا ابن الحسين تصدى علنا واسقطت شخصيا التقية، مع استحالة المعارضة العلنية ولكن جيلي والجيل الذي بعدي تلمسنا طريق الخلاص بالعمل والمثابرة والتصدي بشجاعة رغم الظلم والبطش والدموية.

اليوم نعيش بحبوحة الحرية والتعبير واداء الشعائر وبدأنا نسير في الطرقات العامة وبالعلن،بل اصبح لنا طريق خاص واسميناه #ياحسين وخرج كرم اهل الدار من خلف حيطان البساتين الطينية الى العلن وملؤا الطرقات حبا بالحسين وزوار الحسين ،واصبحت لنا قطارات تنقلنا وعجلات رسمية مخصصة لنا يا لها من نعمة وبركات،رغم ذلك بقى طعم التحدي تحت اللسان ونحن نستلهم الشجاعة من ابي الاحرار  و رهطه الكرام عندما كنا نجالد الظلم والظالم ونحن نردد كلا كلا يا ظالم.

كان كل املي بعد التغيير واسقاط النظام ان تصبح الشعائر فرصة لاستلهام الدروس وان تكون نموذجا للسلام والتسامح والتعاون والارتقاء بالقيم وتطوير المنظومة القيمية للمجتمع واتباع السلوك القويم،ونبعد استخدام الشعائر عن التملك والاستملاك الفئوي لان رسالة الإصلاح والحب رسالة إنسانية عابرة لتشمل العالم ، في قلبي الكثير اقول مازال في قلبي شيئ من التحدي لأني أشعر كنت أكثر قربا من سيد الإصلاح لأن المواضع كانت متقابلة غير متداخلة.

اليوم بامكاني ان اعلن عن نفسي في الكثير من المواضع وها انا اكتب واعبر عما في داخلي واستطيع ان اعلن ذلك في كل ساحات الوطن الحبيب بسلمية دون مساءلة من أحد ،لذا علينا عندما نكون في رحاب الحسين ان نعلن إنسانيتنا ونجدد الولاء له ولرسالته في الصلاح و الإصلاح .

لنكن اصدقاء ومتصالحين مع أنفسنا ونحاسب أنفسنا  قبل الغير أين نحن من الحسين دون إستدعاءات للتبرير،سنجد أنفسنا كم نحن بعيدون عن الحسين ورسالته ،علينا الممارسة والمجاهدة في إصلاح النفس ومنه الانطلاق لإصلاح الحياة،سنجد كل ادوات الاصلاح بين ايدنا مكللا بالتوفيقات والتسديد الرباني وستفتح امامنا جميع الابواب المغلقة وسيدر علينا السماء بكل الخيرات في الدنيا قبل الآخرة ،رضا الله من رضا الناس ،رضا الله من رضا الوالدين رضا الله يكمن في العمل الصالح لا غير.

بغداد في 7/10/2020

S.Y.M.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك