المقالات

عندما  يغيب المنافس!!


عبدالزهرة محمد الهنداوي||

 

المواطن يتحدث بسخط وتذمر، بسبب غلاء الخدمة، ورداءتها، والمختصون، يتحدثون عن، غياب المنافسة الحقيقية، ووجود شبه اتفاق بين الشركات، على عدم الإيفاء بتعهداتها والتزاماتها ازاء المواطن والحكومة،  هكذا بدا مشهد قطاع الاتصالات في العراق،  في ظل وجود ٣ شركات تتقاسم اثير البلد في توفير الخدمات الاتصالية بمختلف اشكالها،.. ولكن في تفاصيل هذا المشهد ، يبرز  خطّان واضحان، الأول، يتمثل بارتفاع أسعار الخدمة بالمقارنة مع دول الجوار ودول أخرى، يرافق ذلك، ان مستوى هذه الخدمة لم يرق إلى مستوى ارتفاع الكلفة، وهذا يقودنا إلى  الخط الثاني الظاهر في الصورة، اذ يبدو ان المنافسة غائبة بين الشركات، المهيمنة على قطاع الاتصالات، وجميعها، شركات من القطاع الخاص، بل يُخيّل للمتابع،   انها  متفقة فيما بينها، على توحيد الأسعار ونوعية ومجالات الخدمة، وفي ظل هذا المشهد الاحتكاري، لابد من التحرك لتفكيك السلسلة، من خلال رفع البوابات أمام دخول منافسين جدد، ولعل  قرار مجلس النواب ، المصوّت عليه مؤخرا، والذي الزم الحكومة بتأسيس شركة مساهمة وطنية للاتصالات، يأتي في هذا السياق، وبصرف النظر عن مدى قوة هذا القرار، وإمكانية التزام الحكومة بتنفيذه، مع ترحيب هيأة الاعلام والاتصالات به، يأتي السؤال، هل ان  ولادة شركة اتصالات حكومية، ستكون قادرة على اختراق طوق الاحتكار الموجود الان، ام انها ستجد نفسها عاجزة أمام الكارتيلات شديدة التحصين، وبالتالي ، فإن الشركة الوليدة، ستكون مجبرة على الانسحاب من الساحة، ليبقى الحال على ما هو عليه؟!!

اعتقد، ان الإجراء الأفضل، مع المضي بتأسيس شركة  حكومية للاتصالات، هو ان يصار إلى منح المزيد من  الرخص لشركات القطاع الخاص، التي بامكانها تغيير معادلة نظرية العرض والطلب، فبدلا من وجود ثلاث شركات، بالإمكان ان تكون ٥ او حتى ١٠ شركات، وهنا يدخل الجميع في تنافس حقيقي ساخن، وكل شركة تسعى لتقديم خدمات افضل لمشتركيها، وبالتالي فان الفائدة ستكون مزدوجة، اذ سيحظى المواطن بخدمة عالية الجودة، مع تعاظم حجم الإيرادات للحكومة، طبعا بعد تطبيق القوانين والإجراءات النافذة، التي تجبر وتلزم شركات الاتصالات على الإيفاء  بالتزاماتها المالية تجاه الحكومة، وتسديد كامل المستحقات المالية المترتبة بذمتها، من دون تأخير، عند ذاك يمكن للمتحدث ان يقول ان لدينا قطاع اتصالات، لايقل شأنا عن نظيراته في البلدان الأخرى، القائمة على مبدأ المنافسة،  ماجعل  خدماتها، تتميز بالجودة العالية وانخفاض الأسعار، وتنوع الخدمات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك